لا شَكٌّ أنَّ الَّذي يَنامُ عن صَلاةِ الفَجْرِ قَدْ أَتَى كَبيرةً مِن كَبَائِرِ الذُّنوبِ، بَلْ مِن عَظائِمِ الذُّنوبِ، حَتَّى إِنَّ بَعضَ العُلماءِ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا تَرَكَ الصَّلاةَ حَتَّى خَرَجَ وَقتُها بِدونِ عُذرٍ؛ فإنَّه يَكونُ كَافِرًا، فَهَذَا الَّذِي يَنامُ عَن صَلاةِ الفَجرِ نَقولُ: يَجِبُ عليه أوّلًا: أنْ يَحتاط لِنَفْسِه، بأنْ يَجعَلَ لَدَيه ساعةٌ مُنَبِّهةٌ يَتنَبَّه بها، أو يُوَكَّلَ شَخصًا آخرَ يُنبهه للصَّلاةِ، أما أنْ ينام، ولا يحتاط لنَفْسِهِ؛ فَإِنَّه مُفَرِّط، وقَدْ أَتى شَيْئًا عَظِيمًا، بَلْ كَبيرةً مِن كَبائِرِ الذَّنوبِ.
وأمَّا احتجاجُهُ بأنَّ النائِمَ مَرْفُوعٌ عَنه القَلمُ، فَنَقولُ: نَعَم، هو مرفوع عَنهُ القَلَمُ حينَ نَومِهِ، أَمَّا بَعد استيقاظه فإِنَّه مُكَلَّفٌ، وهُوَ قادِرٌ عَلَى أَنْ يَستَيقِظَ فِي الوَقتِ، إما بمُنَبِّه، وإمَّا بِشَخص يُوَكَّلُه أَنْ يُوقِظَه إِذا حَانَ وَقتُ الصَّلاةِ.
[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين (13/81-82)].
هل انتفعت بهذه الإجابة؟