الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 08-09-2023

حكم من تاب من ترك الصلاة ولم يجدد عقد الزواج

الجواب

السُّؤال: يقول: إِنَّهُ سبق منا فتوى بأن الإِنْسَان إذا تزوج وهو تارك للصلاة فإن نِكاحه لا يكون صحيحًا، وعليه إذا تاب لله، ورجع إِلَى الإسلامِ يُجدد العقد، نقول: نعم، هكذا صدر منا؛ لأنَّ تارك الصلاة كافر كفرًا مُخْرِجًا عن الملة؛ بدلالةِ القُرْآن والسنة وإجماع الصَّحَابَة -رضَي اللَّهُ عَنْهم-، وكذلك المعنى الصحيح، وليس هَذَا مَوضِعَ بَسْطِ الأَدلَّة.

وما احتج به مَن لا يرى الكفر فإنَّه لا يخلو من واحدٍ مِن أمورٍ خمسة:

إما أَنَّه لَيْسَ فِيه دلالة أصلًا.

وإما أنه مقيد بحال يمتنع معها ترك الصَّلاة.

وإما أنَّه في حالٍ يُعذَر فيها تاركُ الصَّلاة؛ لأنَّه لا يعلم إِلَّا ذكر الله فقط.

وإما أنَّه عام أريد به الخصوص.

وإما أنَّه لَيْسَ فيه دلالة عَلَى نفي كُفر تارك الصلاة.

والقول الراجحَ الَّذِي دلَّ عَلَيْهِ الكِتَاب والسُّنَّة وإجماع الصَّحَابَة هُوَ أَنَّه كافرٌ كُفرًا مُخْرِجًا عن الملة، وعليه إذا عقد وهو في هَذِهِ الحَالِ، ثُمَّ مِنَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالتَّوْبَة أَنْ يُجدد العقد، فيأتي بشاهدين، ويُحضِر وليَّ الزَّوْجة، ويقول: زَوَّجْتُكَ بنتي أو أختي.

فيقول: قبلتُ، وينتهي الموضوع.

ومَن لم يفعلْ ذَلِكَ فإنَّه عاصٍ وآثم، ولا تَحِلُّ له الزَّوْجةُ؛ لَهَذَا يَجِب عَلَيْهِ أَنْ يفعل.

المصدر:

[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين (13/43-44)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟