الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 10-09-2023

حكم مسح العينين وتقبيلها عند قول المؤذن ( أشهد أن محمدا رسول الله )

الجواب

هَذَا لا أدري ما وَجْهُه، وهو من البدع، وهل يعنونَ بِذَلِكَ عند قول المؤذن: "أشهدُ أن مُحَمَّدًا رسولُ اللهِ" أن مُحَمَّدًا حبيبُ عَيني، فأنا أُشير إلَى عَيني وأُقبل يدي؟ إذا كانوا يُريدون ذَلِكَ فيظهر منه أنّهم يحبون الرَّسُولَ أكثر من محبَّة الله، وهذه خطيرةٌ، فَمَحَبَّة الله أعظم من محبَّة الرَّسُول، وتعظيمُ الله أعظمُ مِن تعظيم الرَّسُول، بل إن الرَّسُول -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- ينهى أُمَّتَه عن الغُلُوِّ فيه، فقد قال: (إِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ، وَرَسُولُهُ).

ولولا أن مُحَمَّدًا رسول له؛ ما كانَ يَجب علينا أن نعظمه هَذَا التعظيم، فَهُوَ لم يستحق -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- هَذَا إِلَّا حيثُ جعله الله تَعَالَى رسولًا، فبكونه رسولًا استحقَّ أَنْ يُعَظَّم هَذَا التعظيم.

إذن تعظيم الرَّسُول من تعظيم الله، وليس تعظيم الله من تعظيم الرَّسُول، والأحق بالتعظيم هُوَ الله، ولا يشاركه أحد في حقه -عَزَّ وَجَلَّ- من التعظيم، حتّى قال رجُل للرَّسُول -صلى الله عليه وسلم-: ما شاء الله وشئتَ، فقال الرَّسُول -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: (أَجَعَلْتَنِي اللهِ نِدًا، بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ).

فيجب عليك -يا أخي المسلم- أن تعرف الأمور، وأن تُنزِلَ الأمورَ مَنازِلهَا، وأن تعرف أن الربَّ -عَزَّ وَجَلَّ- هُوَ المستحق للتعظيم الَّذِي لَا تعظيم مثله، أَمَّا الرَّسُول -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فله من التعظيم ما يليق به -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-، ولكن لَيْسَ تعظيمه أشدَّ من تعظيم الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.

المصدر:

[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين (13/100-101-102)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟