السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم مس طلاب المدارس للمصحف من غير وضوء لعدم وجود الماء

الجواب
إذا لم يكن في المدرسة ماء ولا في قربها، فإنه ينبه على الطلبة أن لا يأتوا إلا وهم متطهرون وذلك؛ لأن المصحف لا يمسه إلا الطاهر؛ لحديث عمرو بن حزم الذي كتبه النبي - صلى الله عليه وسلم- له وفيه: «أن لا يمس القرآن إلا طاهر»، والطاهر هنا الرافع للحدث بدليل قوله تعالى في آية الوضوء والغسل والتيمم: ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾[المائدة: 6] ففي قوله: ﴿لِيُطَهِّرَكُمْ﴾ دليل على أن الإنسان قبل أن يتطهر لم تحصل له الطهارة، وعلى هذا فلا يجوز لأحد أن يمس القرآن إلا وهو طاهر متوضئ، إلا أن بعض أهل العلم رخص للصغار أن يمسوا القرآن لحاجتهم لذلك وعدم إدراكهم للوضوء ولكن الأولى أن يؤمر الطلاب بذلك، أي بالوضوء حتى يمسوا المصحف وهم على طهارة، وأما قول السائل: لأن القرآن: ﴿لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ﴾ فكأني به يريد أن يستدل بهذه الآية على وجوب التطهر لمس المصحف والآية ليس فيها دليل لهذا؛ لأن المراد بقوله: ﴿لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ﴾ الكتاب المكنون وهو اللوح المحفوظ، والمراد بـ (المطَهَّرون) الملائكة، ولو كان يراد بها المتطهرون، لقال: لا يمسه إلا المطّهِّرون، أو إلا المتطهرون ولم يقل: ﴿إلا الْمُطَهَّرُونَ﴾، وعلى هذا فليس في الآية دليل على أنه لا يجوز مس المصحف إلا بطهارة، لكن الحديث الذي أشرنا إليه آنفاً هو الذي يدل على ذلك.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟