الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم قول: ( الله والنبي محييكم )

الجواب

ترحيب الإنسان بضيوفه ودعائه لهم بالعبارة المذكورة في السؤال: هي مما تعودها بعض الناس، والمحذور فيها إتيانه بالنبي في دعائه أن يحييه، والنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موته لا يملك ذلك، والوارد في حقه -صلى الله عليه وسلم- أن الله يرد له روحه عندما يصلى ويسلم عليه فيرد على ذلك، فالتحية لا تكون إلا من قبل الحي لا الميت، ولو اقتصر على قوله: (الله يحييكم)، أو نحو ذلك مما لا محذور فيه لكان أولى وأسلم، فالله سبحانه حيا النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمته بالصلاة والسلام عليهم، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ﴾[الأحزاب: 43] إلى قوله: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ﴾[الأحزاب: 44] الآية والصلاة من الله على العبد هي: رحمته له وبركته لديه، وثناؤه على العبد عند الملائكة. والسلام هو تحية المؤمنين بينهم في الدنيا، وفي جنته يحيي بعضهم بعضا بالسلام، وقال ابن كثير في تفسيره: الظاهر أن المراد والله أعلم: تحيتهم أي: من الله تعالى، يوم يلقونه سلام أي: يوم يسلم عليهم، كما قال الله -عزّ وجلّ-: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾[يس: 58] وقال القرطبي: وقيل: هذه التحية من الله تعالى، والمعنى: فيسلمهم من الآفات، أو: يبشرهم بالأمن من المخافات.
وعلى ذلك فإنه يجوز للإنسان أن يقول لأخيه المسلم: الله يحييك، أو: الله يحييكم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

المصدر:

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (26/362 -364).
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز. ... الرئيس


هل انتفعت بهذه الإجابة؟