الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم صلاة المأمومين على النبي -عليه الصلاة والسلام- عند ذكره في قراءة الإمام

الجواب
السنة الإنصات وعدم رفع الصوت؛ لا بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-. ولا بـ: بلى. السنة للمأمومين الإنصات وعدم الصوت بشيء؛ لأن الله يقول: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾[الأعراف: 204]، ولم ينقل عن الصحابة -رضي الله عنهم- وأرضاهم أنهم كانوا يرفعون أصواتهم معه -صلى الله عليه وسلم- ، فالمشروع الإنصات والتدبر والتعقل وعدم رفع الصوت بقولهم عند قوله: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾[الفتح: 29] -صلى الله عليه وسلم- ؛ أما بينه وبين نفسه فالأمر أوسع، بينه وبين نفسه الأمر سهل، لو تركه كان الأفضل، وإن فعل فلا بأس، لكن لم ينقل عنه -صلى الله عليه وسلم- في الفريضة أنه كان يقف يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- أو يدعو، إنما كان هذا في التهجد، كان يفعله بالتهجد بالليل. وهكذا قوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾[التين: 8] لا يقول: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين؛ لأن الحديث ضعيفولكن يقول: سبحانه وبحمده. أو: سبحانه وتعالى. بينه وبين نفسه لا بأس، كذلك الآية الكريمة آخر القيامة: ﴿أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾[القيامة: 40]، هذا ورد فيه حديث صحيح، فإذا قال: بلى. فلا بأس؛ لأنه حديث صحيحفي آخر القيامة يقول ذلك، وأما آخر التين وآخر المرسلات فلم يثبت فيها حديث، ولكن ينصت ويستمع ويحضر قلبه ولا يتكلم، فهذا هو الأفضل؛ لأن الصحابة كانوا ينصتون، والله أمر بهذا بقوله: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾[الأعراف: 204]، لكن لو سبح بينه وبين نفسه، أو دعا بينه وبين نفسه فالأمر في هذا إن شاء الله لا حرج فيه؛ لفعله له -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الليل.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(11/ 334- 335)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟