الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 13-09-2023

حكم صلاة الفريضة في الطائرة :

الجواب

نعم تصح الصلاة في الطائرة، وليس فقط تصح منه، بل عليه أن يصلي ولا يؤخر الصلاة حتى ينزل من الطائرة، فالطائرة لا تمنع المصلي من أن يصلي وهو قائم، ويركع ويسجد إذا اتسع له المكان، فإن لم يستطع فيصلي على حسب حاله، إن استطاع القيام قام، وإن استطاع الركوع مع القيام ركع، وإن لم يستطع يومئ، وإن استطاع السجود سجد، وإن لم يستطع يومئ عنه، المهم أن يصلي الصلاة في وقتها ولا يؤخرها حتى ينزل.

وهناك أخطاء تُرتكب بأن يؤخر الإنسان الصلاة حتى ينزل من الطائرة، ولو خرج الوقت والمتعين هو قضاء الصلاة في وقتها بقدر الإمكان، وبحسب الحال، والإنسان يبذل ما يستطيعه، والذي أعرفه أن هناك سعة في الطائرة بين الكراسي وفي الممرات، ويستطيع الإنسان أن يفرش أي شيء، غترة أو مشلحاً ونحو ذلك إذا كان المحل مشكوكا في نجاسته، مع أنني أعتقد نظافة المكان.

فعلى المصلي أن يؤدي الصلاة في وقتها، وهو مسافر في الجو، وعليه أن يؤديها وهو مستشعر نعمة الله عليه، وأن يؤديها وهو لا يعلم هل يصلي في رحلته هذه أم لا يصلي، فهل يدري الإنسان ما يحدث للطائرة، أدنى حركة قد تحولها من طائر يسبح في الجو، إلى شعلة من نار، ولا يعلم الغيب إلا الله.

وبودي أن يعمل المسؤولون عن الطائرة إلى إرشاد المصلين إلى حلول الوقت وإلى جهة القبلة، ولاسيما المسلمين، فهذا يتعين عليهم أكثر من غيرهم ؛ لأن المحافظة على الصلاة في الإسلام أمر عظيم، ولأن اهتمام المسلمين بشعائر دينهم، ومحافظتهم عليها هو بالإضافة إلى كونه مسؤولية شرعية، فهو أيضا يعود بعزتهم، وإجلالهم والرفع من شأنهم، حتى عند الآخرين.

أما أن يمر الوقت والوقتان، ولا ينبه الناس أحد، ولا يقول لهم ذلك، أو أن القبلة هنا، أو الإشارة إلى وجود سعة واستعداد للوضوء في الطائرة، فهذا خطأ وغفلة وإهمال لا ينبغي أن يحدث في طائرات المسلمين والعرب، وغيرهم من المسلمين، وعليهم أن يهتموا بذلك ويعتنوا به.

في إحدى الغزوات قالت قريش عندما أرادت الهجوم على المسلمين :«إنه سَتَأْتِيهِمْ صَلاةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ من الأَوْلادِ»، أي : إذا انشغلوا في صلاتهم فنها جمهم، وهناك شُرعت صلاة الخوف، ولم يتمكن المشركون من مهاجمة المسلمين وانتهاز الفرصة، المقصود أنهم عرفوا أن لهم صلاة هي أعز عليهم من أبنائهم، وهذا فخر للمسلمين.

المصدر:

[ثمر الغصون من فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون4/166]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟