السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم زيارة قبر أم النبي - صلى الله عليه وسلم-

الجواب
ليس زيارتها من السنة، إنما زيارة القبور على العموم سنة، النبي عليه السلام قال: «زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة» وأم النبي ماتت في الجاهلية، زارها النبي - صلى الله عليه وسلم- ، وسأل ربه أن يستغفر لها، فلم يأذن له، بكى وأبكى -عليه الصلاة والسلام- ، فدل ذلك على أن قبور أهل الجاهلية إذا زيرت فلا بأس، كما زار النبي أمه، لكن لا يدعى لهم، إنما تزار للاعتبار فقط، وأما قبور المسلمين، فالسنة أن تزار ويدعى لهم ويسلم عليهم ويستغفر لهم، أما قبور أهل الجاهلية كأم النبي - صلى الله عليه وسلم- وقبور الكفار فلا بأس بزيارتها، لكن ليست سنة، إنما تزار للاعتبار، ذكر الآخرة، ذكر الموت، أما قبور المسلمين فتزار للدعاء لهم والترحم عليهم، وذكر الآخرة، قال: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة» كذا يقول - صلى الله عليه وسلم- ، وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية» «ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين» وربما قال: «يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر» وإذا زار قبور الكفار للعبرة والاتعاظ، فلا بأس كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم- ، وقد يقال: إنه سنة للاعتبار؛ لأن النبي زار قبر أمه، وهي ماتت في الجاهلية، قد يقال: إنه سنة أيضا، يدخل في العموم من جهة الاعتبار فقط، من جهة الاعتبار والذكرى، وليس للدعاء لهم؛ لأنه لا يدعا لهم، لكن إذا زارها للاعتبار فالقول بأنه سنة أيضا قول له قوة، تأسيا بالنبي - صلى الله عليه وسلم- في زيارته لقبر أمه.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(14/ 464- 466)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟