الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

حكم زيارة النساء للقبور عامة وقبره- صلى الله عليه وسلم- خاصة

الجواب
أما زيارة المرأة للقبور فهي محرمة بل من كبائر الذنوب؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- لعن زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج، ولأن المرأة ضعيفة، وسريعة العاطفة، وسريعة التأثر فزيارتها للقبور يحصل بها محاذير عديدة، ولأن المرأة إذا زارت القبور فإنها لعاطفتها ولينها ربما تكرر هذه الزيارة فتبدو المقابر مملوءة بالنساء، ولأنه إذا حصل ذلك ربما يكون هذا مرتعاً لأهل الخبث والفجور يترصدون النساء في المقابر، والغالب أن المقابر تكون بعيدة عن محل السكن فيحصل بذلك شر عظيم، لذلك كان لعن النبي- صلى الله عليه وسلم- لزائرات القبور مبنياً على حكم عظيمة توجد في زيارة المرأة للمقبرة، لكن لو أن المرأة مرت بالمقبرة من غير قصد لزيارتها ووقفت وسلمت السلام المشروع، وهو: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، فإن ذلك لا بأس به لأن عائشة - رضي الله عنها- سألت النبي- صلى الله عليه وسلم- ماذا تقول إذا مرت بالقبور، فبين لها الرسول - عليه الصلاة والسلام- هذا الذكر. أما أن تتعمد الزيارة فإن ذلك محرم، ومن كبائر الذنوب.
أما زيارة النساء لقبر النبي- صلى الله عليه وسلم- فإن الظاهر أنها داخلة في العموم، وأن المرأة لا تزور قبر النبي- صلى الله عليه وسلم-.
وقال بعض العلماء: إنها تزور قبر النبي - صلى الله عليه وسلم- لأن قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- ليسا بارزاً كالقبور الأخرى، بل هو محاط بثلاثة جدران، فهي إذا زارته لم تكن في الحقيقة زائرة له، بل وقفت حوله، ولكن لا شك أن هذا يسمى زيارة عرفاً، وإذا كان يسمى زيارة فلا تزور، ويكفيها أن تقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وهي تصلي فإن تسليمها هذا يبلغ النبي- صلى الله عليه وسلم- ويحصل لها به الثواب
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(17/318- 319)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟