السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

حكم زيارة القبور وأضرحة الأولياء

الجواب
الزيارة فيها تفصيل: إن زار القبور ، قبور الأولياء وقبور المسلمين عموما ، للاعتبار والذكرى في الموت والآخرة ، والدعاء لهم ، والترحم عليهم . فهذه مشروعة ، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة» وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية» . هذه الزيارة الشرعية وهي تخص الرجال دون النساء ؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- لعن زائرات القبور فدل ذلك على أن هذه الزيارة تخص الرجال ، كانت الزيارة ممنوعة أولا ، في أول الإسلام ممنوعة؛ لأنهم اعتادوا التعلق بالأموات فكان من حكمة الله أن نهاهم عن الزيارة أولا جميعا رجالا ونساء ، ثم رخص لهم في الزيارة رجالا ونساء ، ثم استقر المنع للنساء وبقي الإذن للرجال ؛ لأن النساء لا يصبرن ، قد يحدث لهن فتنة عند زيارة القبور بتذكر أقاربهن وأصحابهن ، وأزواجهن ونحو ذلك ، فكان من حكمة الله أن منعهن من زيارة القبور لئلا يفتن أو يفتن غيرهن .
وأقر هذا للرجال خاصة ، فهي يقصد منها الذكرى والترحم على الموتى والاستغفار لهم وتذكر الآخرة ، حتى لو كانوا كفارا (الميتين) إذا زار القبور للذكرى فقط لا يدعو لهم ولا يسلم عليهم ؛ لأنهم كفار ، إنما يزور للذكرى كما زار النبي أمه ، وكانت ماتت في الجاهلية ، واستأذن ربه أن يستغفر لها فلم يؤذن له ، فزارها فقط مجرد اعتبار . فالقبور التي للمسلمين تزار للدعاء لهم وتذكر الآخرة والموت والاستغفار للموتى فقط ، وإن كان الموتى كفارا فالزيارة تكون للذكرى والاعتبار فقط .
أما النوع الثاني من الزيارة فهي غير جائزة ، وهي أن يزورهم لدعائهم والاستغاثة بهم والنذر لهم وطلبهم المدد والعون والغوث ، أو التمسح بقبورهم وأحجارهم ، أو الطواف بها فهذا كله لا يجوز ، وهذه الزيارة لا تجوز ، التي يفعلها بعض الجهلة ، يزورون القبور ليسألوهم ويستغيثوا بهم ، كما يقع هذا في بعض الأحيان من بعض الجهلة مع البدوي أو مع الحسين أو مع الشيخ عبد القادر في العراق أو غير ذلك ، هذا لا يجوز .
فالزيارة هي نوعان: شرعية ، وممنوعة بدعية . فالشرعية أن يزوروا للترحم عليهم وذكر الآخرة وذكر الموت فقط ، فهذه شرعية مطلوبة مأمور بها .
الزيارة الثانية بدعية منكرة وهي: أن يزور القبور لدعاء الموتى والاستغاثة بالموتى أو الدعاء بهم والتوسل بهم ، أو التمسح بقبورهم ، أو الطواف بها ، أو الصلاة عندها ، فهذا ممنوع . وهو مختلف (وأنواع) بعضه شرك وبعضه بدعة . فالصلاة عندها والجلوس عندها للدعاء هذا بدعة ، أما الطواف بهم ليشفعوا له أو لينفعوه ، أو دعاؤهم أو الاستغاثة بهم أو النذر لهم أو طلب المدد فهذا من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ونهى عنه عباده .
وفق الله الجميع لما يرضيه وأصلح نية الجميع وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(28/111)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟