الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

حكم دعوة الناس للطعام وقراءة الفاتحة بعد الدفن

الجواب
هذا العمل يتضمن ثلاثة أشياء:
أولاً: دعوة المشيعين إلى الطعام لبيت الميت، أو أحد أقربائه.
ثانياً: طلب قراءة الفاتحة بعد الدفن.
ثالثاً: شراء البقر والأغنام أو غيرها مما يذبح ويوزع وكل هذه الأعمال بدع منكرة، وذلك لأن خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، ومن المعلوم أن هدي محمد - صلى الله عليه وسلم- لا يتضمن مثل هذا، بل إن الصحابة - رضي الله عنهم- يعدون الاجتماع عند أهل الميت وصنع الطعام من النياحة، والنياحة لا يخفى حكمها على من اطلع على السنة فإن النبي - صلى الله عليه وسلم- لعن النائحة والمستمعة وقال: «النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب»، فالواجب الكف عن هذه العادة المنكرة، وأن تحفظ الأموال عن بذلها في هذا العمل المحرم.
وأما العمل الثاني: وهو طلب قراءة ا لفاتحة من الحاضرين فهو أيضاً بدعة، فإن النبي - عليه الصلاة والسلام- لم يكن إذا دفن الميت يقول للناس: اقرؤوا عليه الفاتحة، أو شيئاً من القرآن، بل كان إذا فرغ من دفنه وقف عليه وقال: «استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الان يسأل». ولم يكن هو الذي يستغفر بهم لهذا الميت فيدعو ويؤمنون. بل قال: «استغفروا لأخيكم» وكل واحد يقول: اللهم اغفر له، اللهم ثبته. والمشروع بعد الدفن أن يقف الناس عليه، وكل واحد يقول على انفراد: اللهم اغفر له، اللهم ثبته، يقولها ثلاثاً، ثم ينصرف، فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم- كان إذا دعا دعا ثلاثاً.
وأما العمل الثالث: وهو شراء البقر والغنم وغيرها من الأنعام فتذبح وتوزع فهو أيضاً بدعة منكرة، ولم يكن من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه - رضي الله عنه- وفيه أيضاً إضاعة للمال، وقد ثبت عن النبي أنه نهى عن إضاعة المال.
وعلى هذا فيجب منعه والإعراض عنه، وأما لوم الناس لأهل الميت إذا لم يفعلوا هذا بقولهم: إنهم لا يحبون ميتهم، فهذا جهل منهم.. بل إن الذي يتجنب هذه الأشياء هو الذي يحب ميته حقيقة، وهو الذي يحب ما أحبه الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم-، وهو الذي يبتعد عن البدع التي سماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ضلالة.
لهذا أنصح إخواني المسلمين أن يرجعوا في أمورهم كلها إلى ما كان عليه سلفهم الصالح ففيهم الخير، وفيهم البركة، وأما ما اعتاده الناس من الأمور التي تخالف الشرع فإن الواجب على طلبة العلم خصوصاً، وعلى كل من علم حكمها عموماً أن يحذروا الناس منها، وأن يبينوا لهم الحق. فالناس ولله الحمد على فطرهم؛ لأن غالبهم إذا ذُكِّر تذكَّر ورجع إلى الصواب وترك ما هو عليه من المخالفة.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(17/367- 369)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟