الجواب
إذا دعي الإنسان إلى دعوة فيها منكر، فإن كان يقدر على إزالته وجب عليه الحضور لسببين:
أولاً: لإجابة الدعوة إذا كانت مما تجب إجابته.
والثاني: لإزالة المنكر وإذا كان لا يقدر الإنسان على إزالة المنكر فلا يجيب لأن الإنسان إذا حضر مجلسا فيه منكر شاركهم في الإثم وإن لم يشاركهم في الفعل لقول الله تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ﴾[النساء: 140].
وأما قول بعض الناس إنه يحضر المنكر وينكر بقلبه فهذا غير صحيح؛ لأنه لو كان صادقا في إنكاره بالقلب ما بقي ولفارق. وإذا حضر إلى الوليمة يعتقد أنه ليس بها منكر ثم صار المنكر فالواجب عليه أن ينكر، فإن حصل مقصوده فذاك وإن لم يحصل وجب عليه أن يغادر.