الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم حج من كان يسب الصحابة - رضي الله عنهم - تبعًا لمشايخه

الجواب
على كل حال أنا أشكرك على هذا السؤال؛ لأنه صريح، وسأجيب بإذن الله عز وجل، اعلموا أن سب الصحابة - رضي الله عنهم - منكر عظيم وإذا سبهم على سبيل العموم كان كافراً بالله عز وجل، كيف يرضى الإنسان أن يسب أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وسب الصحابة سب للرسول - عليه الصلاة والسلام - ، وجه ذلك: أنه إذا كان أصحاب هذا النبي الكريم موضع قدح وذم فإن الخليل للمرء يكون على دين المرء، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخال» ، فإن الإنسان عندما يرى شخصاً يصاحب قرناء سوء فإنه يتهمه بالسوء أليس كذلك ؟ فإذا كان هؤلاء الصحابة الكرام محل قدح وذم، فإن هذا يعني أن ذلك قدح في رسول الله - عليه الصلاة والسلام - ، ولا يخفى ما في قدح النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
ثالثاً: هو قدح في حكمة الله عز وجل، كيف يختار الله لأفضل البشر عنده عز وجل أصحاب سوء وقرناء فتنة، لا يمكن، لكن الذي يدعيه قادح بحكمة الله عز وجل.
رابعاً: القدح في الصحابة قدح في الشريعة الإسلامية كلها، لأن الذي نقل الشريعة هم الصحابة، فإذا كان ناقل الشيء محل قدح وذم فإنه لا يقبل ما روى، ولا يكون شريعة، فتبين الآن أن قدح الصحابة يستلزم أربع مفاسد:
الأول: أنه قدح في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني: بأنه قدح برسول الله.
الثالث: أنه طعن في حكمة الله عز وجل.
الرابع: أنه قدح في الشريعة الإسلامية لأنهم الذين نقلوها.
وأما ما جرى بينهم من الفتن فهذا عن اجتهاد، المصيب منهم له أجران، والمخطئ له أجر واحد، ولا يمكن أبدأ أن يكون ذلك قدح فيه، فعلي - رضي الله عنه - أقرب بلا شك إلى الصواب من معاوية، ولكننا لا نقدح بمعاوية لأنه مجتهد، ثم إن ما جرى بين الصحابة فالواجب الكف عنه، وألا يتحدث به ولا يسمع إلى أشرطة تنقل هذا الشيء، لأنكم تعلمون أن التاريخ كثير منه مبني على السياسة، فإذا كان الخليفة وجدت المدح والثناء حتى جعلوه فوق الثريا، وإذا سقط حطوا من قدره، فالتاريخ خاضع للسياسة تماماً فلا يجوز أن نخوض فيما جرى بين الصحابة - رضي الله عنهم - ، تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم، وأمر من الله عز وجل ولهذا قال الناظم:
ونسكت عن حرب الصحابة فالذي جرى بينهم كان اجتهاداً مجردًا .
فعلينا أن نحب الصحابة - رضي الله عنهم - ونثني عليهم ونترضَّى عنهم، ولا يجوز أن نخوض فيما جرى بينهم من هذه الأمور. أما بالنسبة لجماعة التبليغ، فجماعة التبليغ لا شك أنهم لهم تأثيراً كبيراً، فكم من إنسان هداه الله عز وجل على أيديهم، وكم من كافر أسلم، فهذا شيء مشاهد ولهم تأثير بالغ لكنهم يشوب دعوتهم شيئان:
الشيء الأول: الجهل، فكثير منهم على جهل ليس عندهم علم، وهذا يمكن دواؤه بأن يحرصوا على التعلم.
الشيء الثاني: أن عندهم بعض البدع وهذا دواؤه أن يعالجوا في تركه، أما تأثيرهم فتأثير بالغ فنسمع قصصاً عظيمة في أناس هداهم الله وهم من أفسق الناس وأفجر الناس على أيدي هؤلاء، فأنت إن خرجت معهم لتصحح الخطأ في أوضاعهم فجزاك الله خيراً.
وأما الرؤيا لا أؤولها ولا أدري ما هي، الله أعلم.
أما صحة الحج، فإننا نسأل هذا الرجل الذي أمامنا ونقول له: هذا الاعتقاد الذي اعتقدته هل كنت تظن أن هذا هو الحق ؟
السائل: كنت أظن أن هذا هو الحق حسب ما تعلمت من المشايخ، وكذلك يا شيخ أنا أحبك في الله، وأول ما بدأت أحبك في الله من كنت أسب الصحابة لأني كنت أسمعك في الراديو تقول: - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -كنت أعتقد أن من قال -صلى الله عليه وسلم - أنه لا يحب أهل البيت فحبيتك حب لله عندما كنت أسمعك تقول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولهذا رأيتك مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعطيتني الحجرات.
الشيخ: على كل حال الحج مقبول ما دمت ترى أنك على حق وجاهل بالأمر ثم لما تبين لك الحق تركت الباطل وأخذت بالحق، أسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يعيذنا وإياكم من الشيطان الرجيم.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(24/ 84)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟