الثلاثاء 22 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

حكم تعليم الطلاب الأدعية والأذكار بشكل جماعي

الجواب
نرى أنه جائز لقصد التعليم؛ فإن الطلاب غالبًا يجهلون معرفة هذه الأدعية ولا يحفظونها؛ وكذلك يجهلون فضلها وفوائدها فهم بحاجة إلى تعليمهم لفظها ومعناها، فيجوز تلقينهم لها بواسطة المكبر وهم يتابعون المعلم بصوت جماعي حتى يحفظوها، ثم بعد ذلك يؤمرون بالإتيان بها في أوقاتها كالصباح والمساء ليقولها كل فرد بنفسه، فتعليمهم بشكل جماعي أخف على المعلمين من تعليم كل فرد وحده؛ حيث إنهم إذا سمعوها من المعلم تلفظوا بها جميعًا لقصد حفظها، كما يُعلَّمون في المرحلة الابتدائية ألفاظ القرآن كالفاتحة وقصار السور بشكل جماعي ثم بعد ذلك يقرؤها كل منهم وحده ولا بدعة في ذلك، فإن الثابت أن النبي- صلى الله عليه وسلم - كان يلقي على أصحابه الحكم والآيات والأدعية والتعليمات حال كونهم مجتمعين، ولا بد أنهم يحتاجون إلى متابعته، والنطق بعده بتلك الكلمات التي لم يسمعوها من قبل فيكررها لهم وهم يتابعونه حتى يحفظوها، ويدل على ذلك كثرة الذين حفظوا عنه القرآن ورووه عنه فمن المعلوم يقينًا أنه لا يمكن أن يعلم كل فرد منهم وحده مع كثرتهم وتفاوتهم في الحفظ؛ فدل على أنهم يرددون بعده كل آية أو كل جملة بصوت جماعي حتى يحفظوا السورة أو الآية؛ فدل ذلك على جواز التعليم الجماعي، ولا فرق بين تعليم القرآن وتعليم الأدعية وتعليم الحكم والفوائد والعلوم النافعة، فلا ينبغي الإنكار لمثل ذلك لما فيه من المصلحة وتربية الأطفال في صغرهم على محبة الأدعية النافعة والأذكار والأوراد المفيدة فليس لهم من الدوافع ما يحملهم على تعلمها أفرادًا. والله أعلم.
المصدر:
فتاوى الشيخ ابن جبرين.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟