الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

حكم تشغيل القرآن أثناء القراءة . .

الجواب
هذا عمل لا ينبغي ولا يرضى؛ فإن الله تعالى قال في كتابه: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾[الأحزاب: 4]. وقال جل وعلا: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا﴾[الأعراف: 204]. فإذا كانت المرأة تريد أن تطالع في كتاب آخر فإنها تغلق الاستماع إلى قراءة القرآن الكريم؛ لئلا تقع في الإثم من حيث لا تشعر. أما إذا كانت فارغة ليس لها عمل لا عمل فكري ولا عمل بدني وأرادت أن تستمع إلى القرآن المسجل فإن ذلك لا بأس له لأنه ينفع المستمع. لكن لو مر هذا القارئ عبر المسجل بآية سجدة فهل يسجد المستمع ؟
لا؛ لسببين: السبب الأول أنه لا يشرع إلى المستمع أن يسجد إلا إذا سجد التالي؛ لأن القارئ متبوع لا تابع، فإذا لم يسجد فإنه لا يسجد. وقد ذكر زيد بن ثابت أنه قرأ على النبي - صلى الله عليه وسلم - سورة النجم فلم يسجد فيها. والظاهر والله أعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسجد فيها؛ لأن زيد وهو القارئ لم يسجد، السبب الثاني: أن ما يسمع عبر المسجل ليس هو الصوت المباشر للقارئ وإنما هو حكاية صوته فلا يشرع السجود حينئذ. وبقولي إنه حكاية صوت وليس صوتاً يتبين أن ما يفعله بعض الناس من فتح المسجل عند حلول وقت الآذان ليسمع عبر الميكروفون خطأ ولا تحصل به الكفاية؛ لأن هذا حكاية صوت وما فائدته إلا التنبيه على دخول وقت الصلاة. ومن المعلوم أن الأذان ذكر مشروع من أفضل العبادات والطاعات، بل هو فرض كفاية كما هو معلوم. فلا يمكن أن نستغني بحكاية الصوت عن صوت المؤذن المباشر.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟