الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم تخصيص مكان للعزاء وصنع طعام للمُعَزِّين

الجواب
ليس لهذا أصل، أما العزاء فليس له محل معين، يعزيهم في الطريق، يعزيهم في المسجد، يعزيهم في المقبرة قبل الدفن أو بعد الدفن، كل هذا لا بأس به، أما أنهم يصنعون الطعام للناس للمعزين وغيرهم، فهذا لا يجوز، من عمل الجاهلية، ولكن لو جلسوا في بيتهم وجاءهم المعزون من غير أن يصنعوا طعاما للناس فلا بأس به، إذا جاءهم المعزي في البيت فعزاهم وخرج في ليل أو نهار فلا بأس بهذا، أما أنهم يصنعون طعاما للناس ليكرموهم إذا جاؤوا يعزون فهذا ليس له أصل، وهو من عمل الجاهلية، يقول جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه-: «كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة» أما كون جيرانهم أو أقاربهم يصنعون لهم طعاما ويرسلونه إليهم فهذا لا بأس به، هذا مشروع؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما أتى نعي جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- يوم مؤتة قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأهله: «اصنعوا لآل جعفر طعاما؛ فقد أتاهم ما يشغلهم» فإذا صنع الأقارب أو الجيران لأهل الميت طعاما وبعثوه إليهم أيام المصيبة لأنهم مشغولون، فهذا مستحب ولا حرج فيه، إنما الحرج في كون أهل الميت هم الذين يصنعون، لكن إن صنعوا طعاما لهم ولأنفسهم أو لضيوفهم، جاءهم ضيوف فصنعوا لهم لا يضر، لكن لا يتعمدون شيئا من أجل الميت، أو عادة من أجل الميت، لكن لو أنهم صنعوا طعامهم، ما جاءهم من أحد شيء، ما أعطاهم أحد شيئا، صنعوا طعامهم فلا بأس، أو نزل بهم ضيوف زادوا في طعامهم لأجل الضيوف لا بأس.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(14/ 333- 335)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟