الجمعة 18 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم تأخير صلاة الفجر عن وقتها وقضائها عند القيام للعمل

الجواب
الواجب أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر, والإنكار عليهم وتحذيرهم من مغبة ذلك، وأنه لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها، الله كتب على المسلمين الصلاة موقوتة: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾[ النساء: 103], وأمر أن تؤدى في وقتها، وهكذا رسوله -عليه الصلاة والسلام- ، يقول -جل وعلا-: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ﴾[ الإسراء: 78], يعني: صلاة الفجر, ﴿إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾[ الإسراء: 78].
الواجب أن تؤدى في الوقت، ولا يجوز للمسلم أن يؤخر صلاة الفجر إلى ما بعد طلوع الشمس حتى يقوم لعمله، بل يجب عليه أن يصليها في الوقت، وإذا تعمد ذلك يكفر عند جمع من أهل العلم، تعمد ذلك، قصد ذلك، كفر عند جمع من العلماء؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة», ومن أخرها عن وقتها عمدا فقد تركها، ويقول صلى الله عله وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر», فيجب الحذر، الواجب على المؤمن أن يحذر هذه المحارم العظيمة, ولو قيل بعدم كفره، يجب أن يحذر؛ لأنها معصية عظيمة وكبيرة عظيمة, حتى ولو قلنا بعدم الكفر, مع أن القول القوي والقول الراجح كفر من ترك الصلاة وإن لم يجحد وجوبها؛ لهذا الحديث الصحيح وما جاء في معناه، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة» رواه مسلم في الصحيح.
فالذي ترك الصبح حتى طلعت الشمس قد تعمد تركها، وإذا ترك العصر حتى غابت الشمس فقد تعمد تركها, وإذا ترك العشاء حتى طلع الفجر فقد تعمد تركها, يقال له: إنه ما صلى، ويقال له: ترك الصلاة، وإذا ترك الخمس جميعا صار أشد في الكفر, فالذي يترك واحدة أو ثنتين حكمه حكم من ترك الجميع، والله يقول سبحانه: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾[ البقرة: 238], يعني: حافظوا عليها في وقتها يجب أن تحافظوا عليها في وقتها, ولا يجوز التشبه بأهل النفاق.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(6/ 141- 143)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟