الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

حكم بدء غير المسلم بالسلام وما الحكم إذا سلموا علينا ؟

الجواب
البدء بالسلام على غير المسلمين محرم ولا يجوز؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريقٍ فاضطروهم إلى أضيقه» ولكنهم إذا سلموا وجب علينا أن نرد عليهم لعموم قوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾[النساء: 86] وكان اليهود يسلمون على النبي- صلى الله عليه وسلم - فيقولون: السَّام عليك يا محمد والسَّام بمعنى: الموت يدعون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالموت فقال النبي- عليه الصلاة والسلام - : «إن اليهود يقولون السَّام عليكم فإذا سلموا عليكم فقولوا: وعليكم» فإذا سلَّم غير المسلم على المسلم، فقال: السام عليكم ، فإننا نقول: وعليكم وفي قوله - صلى الله عليه وسلم - : «قولوا وعليكم» دليلٌ على أنهم إذا كانوا قد قالوا السلام عليكم، فإن عليهم السلام فما قالوا نقوله لهم ؛ ولهذا قال بعض أهل العلم: إن اليهودي أو النصراني أو غير المسلمين إذا قالوا بلفظٍ صريح السلام عليكم، جاز أن نقول: عليكم السلام ولا يجوز كذلك أن يبدؤوا بالتحية ك- أهلاً وسهلاً وما أشبهها؛ لأن في ذلك إكراماً لهم وتعظيماً لهم ولكن إذا قالوا لنا مثل هذا، فإننا نقول: لهم كما يقولون؛ لأن الإسلام جاء بالعدل وإعطاء كل ذي حقٍ حقه ومن المعلوم أن المسلمين أعلى مكاناً ومرتبةً عند الله عز وجل فلا ينبغي أن يذلوا أنفسهم لغير المسلمين فيبدؤوهم بالسلام.
إذاً خلاصة لا يجوز أن يبدأ غير المسلمين بالسلام لأن النبي- صلى الله عليه وسلم - نهى عن ذلك ولأن في هذا إذلالاً للمسلم حيث يبدأ بتعظيم غير المسلم والمسلم أعلى مرتبةً عند الله عز وجل فلا ينبغي أن يذل نفسه في هذا أما إذا سلموا علينا فإننا نرد عليهم بمثل ما سلموا وكذلك أيضاً لا يجوز أن نبدأهم بالتحية مثل أهلاً وسهلاً ومرحباً وما أشبه ذلك لما في ذلك من تعظيمهم فهو كابتداء السلام عليهم.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟