الجواب
بارك الله فيك! رفع اليدين في الدعاء من آداب الدعاء، ومن أسباب الإجابة، فالأصل أن ذلك مشروع إلا إذا وجد سببه في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولم يرفع فيكون غير مشروع، ولهذا أنكر الصحابة على بشر بن مروان لما رفع يديه في خطبة الجمعة في الدعاء، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: «لا أزيد على الإشارة».
اعلم أن الأصل في الدعاء هو رفع اليدين؛ لأنه من الآداب وأسباب الإجابة، إلا إذا وجد هذا الشيء في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ودعا ولم يرفع فالأفضل عدم الرفع، وينكر على من رفع.
السائل: عدم ورود ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الترغيب فيه هل يدل هذا على أن المقتضى كان موجوداً ؟
الشيخ: مثل ماذا ؟
السائل: لأن رفع اليدين يقول أحد الإخوة جزاه الله خيراً لما رآني أرفع يدي بين الأذان والإقامة ويكون ذلك دائماً تقريباً يقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما ثبت عنه، فيقول الأخ هذا: إن هذا ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولو فعله لنقل، فيقول: أنت استمرارك على هذا يدخل في قسم البدعة ؟
الشيخ: على كل حال: هذا خطأ فيما نرى، أولاً الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يدعو إلا عند الإقامة، ما يدريه أنه يرفع يديه وما يرفع يديه.
والثاني: أن الأصل هو استحباب رفع اليدين في الدعاء إلا إذا ورد دليل على خلافه لحديث: «إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً» هذه واحدة.
الثانية: أن الرسول ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، فلو أن لمد اليدين تأثيراً في قبول الدعاء ما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام، كما هي القاعدة: (إن عدم النقل ليس نقلاً للعدم)