الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم القول بعد الأذان: الحمد لله رب العالمين, (إن الله وملائكته يصلون على النبي) بصوت مرتفع

الجواب
هذا العمل الذي ذكره السائل منكر وبدعة، وليس للمؤذن أن يقول بعد الأذان: الحمد لله.
مع صوت الأذان بالمكبر أو: صلوا على رسول الله. أو يقرأ الآية كل هذا بدعة بل متى قال: لا إله إلا الله. فإنه يقفل المكبر ولا يزيد شيئا وإذا كان بغير مكبر كذلك لا يزيد شيئا، لا يبتدع آخر الأذان، ولا إله إلا الله، هذا آخر الأذان، فمن زاد معها شيئا كالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- أو حمدا لله.
فقد ابتدع ولكن يشرع له بعد ذلك من غير رفع صوت مع الأذان ولا برفع صوت مع المكبر وإنما يشرع له أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين نفسه، ولو سمعه من حوله ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. يشرع له أن يقول هذا وهكذا الناس الذين سمعوا الأذان يشرع لهم أن يجيبوه، يقولون مثل قول المؤذن إلا في الحيعلة يقولون: لا حول ولا قوة إلا بالله. فإذا قال في آخر الأذان لا إله إلا الله. صلى على النبي صلاة خفية ليست مع الأذان بل يصلي على النبي مثلما يصلي غيره، ثم يقول اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. فالمستمع يقول والمؤذن يقول، وليس لواحد منهم أن يجعلها مع الأذان لا المؤذن ولا غير المؤذن بل الأذان ينتهي عند قول المؤذن: لا إله إلا الله. انتهى.
فإذا أراد أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- يكون بصوت خفي ليس من جنس صوت الأذان ولا مع الأذان ولا في المكبر مع الأذان بل يكون بينه وبين نفسه، أو يسمعه من حوله لا بأس؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة» هذا فضل من الله -جل وعلا- وقال أيضا عليه الصلاة والسلا م: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته. حلت له شفاعتي يوم القيامة» هذا فضل من الله -جل وعلا- ، فيشرع للمؤمن وللمؤمنة إذا سمعا الأذان أن يقولا مثل قول المؤذن كل منهما الرجل والمرأة، إذا قال: الله أكبر. يقول: الله أكبر. وإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله. قال: أشهد أن لا إله إلا الله. وإذا قال: أشهد أن محمدا رسول الله. قال: أشهد أن محمدا رسول الله. وإذا قال حي على الصلاة. يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. وإذا قال: حي على الفلاح. يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. هذا مستثنى، لا يقول مثل المؤذن، يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. كما أرشد إليه النبي -عليه الصلاة والسلام- ، فإذا قال: الله أكبر الله أكبر. قال الله أكبر الله أكبر. وإذا قال: لا إله إلا الله. قال: لا إله إلا الله. ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ، صلاة ليست مع الأذان بل منفصلة عن الأذان يخفضها ويطفئ المكبر إذا كان مؤذنا وهكذا غير المؤذن لا يرفعها رفعا زائدا مثل الأذان بل يأتي بها بصوت عادي ثم يقول اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. هذا رواه البخاري في الصحيح عن جابر إلا كلمة إنك لا تخلف الميعاد. هذه الزيادة زادها البيهقي بإسناد حسن ولما قيل يا رسول الله، إن المؤذنين يقولونها. قال: «قولوا مثل ما يقولون ثم صلوا علي فإن من صلى علي صلاة واحدة صلى الله بها عليه عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة» هذا خير عظيم وفضل كبير ينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة عدم التفريط في ذلك بل يحرص عليه.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(6/ 405- 408)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟