الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 10-09-2023

حكم الصلاة وقت النهي في حجر الكعبة

السؤال

هَلْ يجوز الصَّلاة في الحِجْر بَعْدَ العصر؟ وما الفرق بين الصَّلاة المفروضة والنافلة؟

الجواب: يسأل عن زمان ومكان، والمكان هُوَ الحِجر، والزمان هُوَ العصر.

نقول: مِن المعلوم أنه لا يجوز أن يصلي الإِنْسَان بعد العصر إلا فريضة قد فاتته، أو نافلة لها سبب، أَمَّا أَنْ يقوم ليتنفل بعد العصر فهذا حرام عليه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك، ولا يمكن أن يتعبد الإِنْسَان بشيء نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بل ما نهى عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فإننا تجتنبه؛ لقوله: (مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، فَاجْتَنِبُوهُ).

أما المكان -وهو الحِجر- فلا بأس أن يصلي فيه الفريضة والنافلة؛ عَلَى القول الراجح؛ لأنه لا دليل على التفريق بين الفريضة والنافلة؛ ولأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: (جُعِلَتْ لي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا) والحِجر من الأرض، إذن يدخل الحجر في عموم قوله -صلى الله عَلَيْه وعلى آله وسلم-: (جُعِلَتْ لي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا).

وقد ثبت عن النبي -صلى الله عَلَيْهِ وعلى آله وسلم- أنه صلى في جوف الكعبة نافلة، والأصل أن ما ثبت في النافلة ثبت في الفريضة إلا بدليل على التفريق.

فالصَّلاة في الحجر جائزة؛ فريضةً ونافلةٌ هَذِهِ واحدة، والثانية: أن الصَّلاة بعد العصر لا تجوز؛ لا في الحجر ولا في غير الحِجر، ولا في أي مكان؛ إلا في شيئين وهما الفريضة، والنافلة التي لها سبب، كما لو دخل الإِنْسَان المسجد بعد العصر، فَإِنَّهُ يصلي تحية المسجد في أي مسجد كان.

الجواب


المصدر:

[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين (13/88-89)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟