الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم الشدة في الدعوة إلى لله

الجواب
الذي تدل عليه الأدلة من الكتاب والسنة المطهرة، سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الواجب على الإنسان أن يدعو إلى الله تعالى بالحكمة وباللين وبالتيسير فقد قال الله تعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[النحل: 125] وقال الله تعالى له: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾[آل عمران: 159]
وقال الله تعالى حين أرسل موسى وهارون إلى فرعون: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾[طه: 44].
وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف». وكان يقول إذا بعث بعثًا: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين».
وهكذا ينبغي على الداعية أن يكون لينًا طليق الوجه منشرح الصدر حتى يكون ذلك أدعى لقبول صاحبه الذي يدعوه إلى الله.
ويجب أن تكون دعوته إلى الله -عزّ وجلّ- لا إلى نفسه، ليحب الانتصار أو الانتقام ممن خالف السبيل، لأنه إذا دعا إلى الله وحده صار بذلك مخلصًا، ويسر الله له الأمر، وهدى على يديه من شاء من عباده، لكن إذا كان يدعو لنفسه كأنه يريد أن ينتصر لها، وكأنه يشعر بأن هذا عدو له يريد أن ينتقم منه، فإن الدعوة ستكون ناقصة وربما تنزع بركتها.
فنصيحتي لإخواني طلبة العلم أن يشعروا هذا الشعور، أي أنهم يدعون الخلق رحمة بالخلق، وتعظيمًا لدين الله -عزّ وجلّ- ونصرة له. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وهدانا إلى صراطه المستقيم.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(26/322- 323)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟