الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

حكم السلام بعد الفريضة والنافلة وحكم الدعاء

الجواب
أما الأول وهو السلام بعد الصلاة فهذا إن وقع مباشرة كما يفعله بعض الناس من حين أن يسلم من على يمينه وعن يساره وربما يضيف إلى ذلك أن يقول: (تقبل الله أو ما أشبه هذا) فإن هذا العمل لا أصل له، ولم يكن من هدي السلف الصالح وخير الهدي هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه الراشدين، وأما إذا وقع بعد النافلة وسلم الإنسان على من على يمينه أو عن شماله لا لقصد أن هذا أمر مستحب أو أنه أمر مشروع، فأرجو أن لا يكون فيه بأس؛ لأن فيه مصلحة وهو تأليف القلوب وربما يحتاج إلى السؤال عن حاله، وأما الدعاء بعد الصلاة النافلة والفريضة فليس له أصل عن النبي عليه الصلاة والسلام فإن الله تعالى قال: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ﴾[النساء: 103] ، ولم يقل: (فادعوا الله) والدعاء إنما يكون قبل السلام هكذا أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه فقال حين ذكر التشهد ثم ليتخير من الدعاء ما شاء وكما أن هذا هو مقتضى ما أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام فهو أيضاً القياس والنظر الصحيح؛ لأن كون الإنسان يدعو قبل أن يسلم أولى من كونه يدعو بعد أن يسلم؛ لأنه قبل أن يسلم يناجي الله - عز وجل-؛ لأنه في صلاة وإذا سلم انقطعت المناجاة الخاصة بالصلاة وحينئذٍ نقول إذا كنت تريد أن تدعو الله فادع الله سبحانه وتعالى بعد التشهد وقبل أن تسلم ولو طولت إطالة كثيرة ما دمت لست إماماً ولا مأموماً فلك أن تطيل ما شئت لو تبقى نصف ساعة أو أكثر وأنت تدعو قبل أن تسلم فلا حرج عليك أما إذا كنت إماماً فلا ينبغي أن تطيل في الناس أكثر مما كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل وإذا كنت مأموماً فلا بد أن تكون تابعاً لإمامك متى سلم وقد أتيت بما يجب عليك من التشهد فسلم معه.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟