الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم السجود على القبور والذبح عليها

الجواب
السجود على المقابر والذبح عليها وثنية جاهلية وشرك أكبر، فإن كلا منهما عبادة، والعبادة لا تكون إلا لله وحده فمن صرفها لغير الله فهو مشرك، قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾[الأنعام: 162- 163] آية، وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾[الكوثر: 1-2]… إلى غير هذا من الآيات الدالة على أن السجود والذبح عبادة، وأن صرفهما لغير الله شرك أكبر.
ولا شك أن قصد الإنسان إلى المقابر للسجود عليها أو الذبح عندها إنما هو لإعظامها وإجلالها بالسجود والقرابين التي تذبح أو تنحر عندها، وروى مسلم في حديث طويل في باب تحريم الذبح لغير الله تعالى ولعن فاعله، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: حدثني رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بأربع كلمات: «لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثا، لعن الله من غير منار الأرض»، وروى أبو داود في سننه من طريق ثابت بن الضحاك -رضي الله عنه- قال: «نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة، فسأل رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقال: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟، قالوا: لا، فقال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟، قالوا: لا، فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملكه ابن آدم» فدل ما ذكر على لعن من ذبح لغير الله وعلى تحريم الذبح في مكان يعظم فيه غير الله من وثن أو قبر أو مكان فيه اجتماع لأهل الجاهلية اعتادوه وإن قصد بذلك وجه الله.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(1/ 192-194)
عبد الله بن سليمان بن منيع ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي. ... نائب رئيس اللجنة

هل انتفعت بهذه الإجابة؟