الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم الدعوة إلى تجديد الفقه الإسلامي

الجواب
هذا التجديد الذي ذكره السائل إن أراد به: مقترحه أن يُجدّد التبويب، وعرض المسائل الفقهية، حتى يكون ملائمًا وقريباً لأفهام المعاصرين، فهذا لا بأس به، وما هو إلا تغير أسلوب من حال إلى حال ليقرب المعنى إلى أذهان الناس.
على أن التجديد على هذا الوجه له مساوئ منها: أن نرى كثيرًا من المعاصرين الذين يكتبون فيما كتبه السابقون يطيلون الكلام والتفصيلات حتى يذهب آخر الكلام أوله، ويضيع الإنسان بين هذه التقسيمات وبين الكلام الذي يعتبر حشوًا، وهذه سيئة عظيمة تُبدّد الفكر، بل يضيع للإنسان نصف الوقت الذي يقضيه في قراءة هذه الكتب الجديدة، ولا أقول: إن هذا وصف لكل كتاب جديد بل في كثير من الكتب المصنفة الجديدة ما يكون على هذا النمط.
وإن أراد مقترحو التجديد الفقه أن يغير بهذا التجديد ما دلت النصوص على حكمه، فإن هذا مبدأ خطير ومبدأ باطل؛ إذ لا يجوز للإنسان أن يغير شيئًا من أحكام الله -عزّ وجلّ-، فإن أحكام الله تعالى باقية ما بقي هذا الدين، وهذا الدين سيبقى إلى يوم القيامة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة».
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(26/457)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟