السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم الحمد والثناء على الله بقول: (ملء نور وجهك وملء ما انتهى إليه بصرك وليس له نهاية وملء الجنة وملء الكرسي والعرش..)

الجواب
حمد العبد لربه وثناؤه عليه من أجل الذكر وأحبه إلى الله، ولهذا ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ولا أحد أحب إليه المدح من الله» من أجل ذلك أثنى الله على نفسه فقال في أول سورة الفاتحة: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[الفاتحة: 2] وقال تعالى: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[الأنعام: 45] وحمد نفسه في خلق السماوات والأرض بقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾[الأنعام: 1] وحمد نفسه بكمال ملكه لما في السماوات والأرض، فقال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾[سبأ: 1] وحمد نفسه لانفراده بابتداء الخلق من غير مثال سابق في قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾[فاطر: 1] وثناء العبد على ربه لا يستغرق جميع المحامد ولا يستطيع أن يحصي أحد الثناء عليه، ونبينا وقدوتنا -صلى الله عليه وسلم- أكمل الخلق تعظيمًا لله وحمدًا له كان من دعائه: «لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» وفي الثناء على الله بعد الرفع من الركوع: «اللهم ربنا لك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد» وما ذكر في هذا السؤال من ذلك التحميد والثناء، مثل قول: ملء نور وجهك وملء ما انتهى إليه بصرك وليس له نهاية وملء الجنة وملء الكرسي والعرش.. إلخ ليس مشروعًا؛ إذ ليس مستغرقًا للثناء، والحمد لله.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(24/142- 145)
صالح بن فوزان الفوزان ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟