الجواب
إذا كان يريد مكاناً خلف الإمام، ويحرص عليه؛ لقرب الإمام، فلا مانع من جلوسه فيه؛ لسبقه إليه، بل المشروع للمسلم أن يحرص على الصف الأول، وعلى قرب الإمام؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا»، بشرط ألا يقيم أحداً سبقه إلى هذا المكان. وأما إن جعل له مكاناً معيناً ومنع غيره من الجلوس فيه، أو أقام من جلس فيه، فإن ذلك لا يجوز؛ لأنه تحجَّرَ شيئاً لا يملكه، والمساجد بيوت الله من سبق إلى مكان فيها فهو أحق به، وقد جاء في الصحيح عن ابن عمر قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقيم الرجل -يعني أخاه- من مقعده ويجلس فيه». ويشرع أن يُقدم خلف الإمام في الصف الأول أهل العلم والنهى؛ ليصلحوا من خطأ الإمام وسهوه؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم: «ليليني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.