الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

حكم الاستعاذة... بعد التثاؤب والحمد بعد الجشاء

الجواب
لا. إذا تجشأ الإنسان أو تثاءب، فليس له ذكر، خلافاً للعامة، فالعامة إذا تجشئوا يقولون: الحمد لله! والحمد لله على كل حال؛ لكن لم يرد أن التجشؤ سبب للحمد، كذلك إذا تثاءبوا قالوا: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، وهذا لا أصل له، ولم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يفعل ذلك، لكن قد يقول قائل: أليس التجشؤ نعمة، والنعمة يستحق الله عز وجل عليها الحمد؟
قلنا: بلى. هو نعمة؛ لكن لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يحمد الله إذا تجشأ، وإذا لم يرد، فإنه ليس مشروعاً بناء على قاعدة معروفة عند العلماء، وهي: (أن كلَّ شيء وُجِد سببه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، فلم يفعله ففعلُه ليس بسنة)؛ لأن فعل الرسول سنة وتركه سنة، فالتجشؤ موجود، ولم يكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحمد الله عليه، إذاً: ترك الحمد هو السنة.
كذلك الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند التثاؤب قد يقول قائل: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: «التثاؤب من الشيطان»، وقد قال الله تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾[فصلت: 36] قلنا: إن المراد بقوله تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ﴾ أنك إذا هممتَ بمعصية أو بترك واجب فاستعذ بالله؛ لأن الأمر بالفحشاء من الشيطان، ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾[البقرة: 268]، فإذا حصل هذا النزغ فاستعذ بالله.
أما التثاؤب، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدُكم فليَكْظِم ما استطاع، فإن عجز فليضع يده على فيه»، ولم يقل: إذا تثاءب أحدكم، فليستعذ بالله، مع أنه قال: «التثاؤب من الشيطان»، فدل هذا على أن الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند التثاؤب ليست بسُنَّة.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(22)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟