الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم اعتناء الصوفية بذكر الله المفرد

الجواب
قد دلت الآيات الكريمات والأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أفضل الكلام كلمة التوحيد: وهي لا إله إلا الله، كما في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله» ، وقال -عليه الصلاة والسلام-: «أحب الكلام إلى الله أربع؛ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر».
وقد ذكر الله في كتابه العظيم هذه الكلمة في مواضع كثيرة؛ منها: قوله سبحانه: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾[آل عمران: 18]، وقوله عزّ وجلّ: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾[محمد: 19].
والمشروع للمسلمين جميعًا أن يذكروا الله بهذا اللفظ: لا إله إلا الله، ويضاف إلى ذلك: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، كل هذا من الكلام الطيب المشروع.
أما قول الصوفية: (الله الله) ، أو (هو هو) ، فهذا من البدع، ولا يجوز التقيد بذلك؛ لأنه لم ينقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن أصحابه -رضي الله عنهم- فصار بدعة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» ، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» ، متفق عليه.
ومعنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: ( فهو رد ) أي فهو مردود، ولا يجوز العمل به ولا يقبل.
فلا يجوز لأهل الإسلام أن يتعبدوا بشيء لم يشرعه الله؛ للأحاديث المذكورة. وما جاء في معناها؛ لقول الله سبحانه منكرا على المشركين: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾[الشورى: 21].
وفق الله الجميع لما يرضيه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(8/400)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟