الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم استكثار طلاب العلم من المشايخ في الفن الواحد

الجواب
أرى أن العلم لا ينال براحة الجسم، فلا بد من تعب، ولهذا قال بعض العلماء: (أعط العلم كُلك تنل بعضه، وأعطه بعضك يفتك كله) فلا بد من التعب والاجتهاد، لكن المحذور تشتت جهد الطالب، لا سيما إذا قرأ فنّاً واحداً على شيخين يختلفان في الرأي، فإنه سوف يتذبذب. ولنفرض مثلاً أنه قرأ في الفقه عند شيخ يقول: إن الماء قسمان: طهور ونجس، وشيخ آخر يقول: إن الماء ثلاثة أقسام: طهور وطاهر ونجس، فماذا يفعل؟
ولهذا أرى أن الطالب إذا رتّب طلب العلم على شيخ معين في الحديث فلا يذهب إلى شيخ آخر في علم الحديث، وكذلك الحال في الفقه، فإذا رتّب طلب العلم في الفقه على شيخ معين فلا يذهب إلى شيخ آخر فيه.
لكن من الممكن إذا كان عنده متسع من الوقت أن يقرأ على الشيخ الثاني في فن آخر، فيقرأ على شيخ في علم التوحيد، ويقرأ على الشيخ الثاني في علم الفقه، وعلى الشيخ الثالث في علم النحو أو البلاغة، وما أشبه ذلك، وهذه مسألة يجب على الإنسان أن يتفطن لها؛ لأنه ربما يحصل كثيراً من العلم لكن ليس عنده رصيد راسخ في الأصول والقواعد مما يجعله يستطيع أن يُفرّع المسائل على أصولها وضوابطها، بل يبقى كالذي يلقط الجراد من الصحراء واحدة بعد الأخرى فإنه يتشتت ولا يستفيد.
وأما تنقص دروس الجامعة أو السخرية من بعض المدرسين؛ فهذا غلط، فالجامعة هي الدار التي ترتقي بها إلى أن تكون قياديّاً في هذه الأمة، والمدرسون ليسوا على حد سواء، لكن ينبغي احترام المدرس؛ لأنه أمضى وقته وأتعب جسمه في مصلحتك.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(26/153)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟