الجواب
في هذه الحال لا تسلم عليه لئلا تقطعه من قراءته إلا إذا خفت أن يترتب على ذلك شر فلا حرج أن تسلم عليه ولكن هذا السائل: ذكر أن المؤذن يجهر بالقراءة، فإن كان يجهر بالقراءة جهراً يشوش على من صلى فإنه لا يحل له ذلك؛ لأن النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال لأصحابه وهم يصلون ويجهرون : «كلكم يناجي ربه فلا يجهرن بعضكم على بعض في القراءة» وفي حديث آخر : «فلا يؤذين بعضكم بعضاً في القراءة» فبين النبي- صلى الله عليه وسلم -أن هذا إيذاء ومن المعلوم أنه يحرم على الإنسان أن يؤذي إخوانه المؤمنين قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً﴾[الأحزاب: 58] وكان الرجل يأتي إلى المسجد قد أكل بصلاً أو ثوماً أو كراثاً مما له رائحة كريهة فيخرج من المسجد لئلا يتأذى الناس برائحته.