حكم أداء الصلاة عن الميت

الإنسان يصلي عن نفسه وليس لأحد أن يصلي عن أحد، فإذا ترك الإنسان الصلاة، أو أهملها، وأضاعها ثم مات ثم أراد إنسان أن يصلي عنه فهذا لا ينفعه ؛ لأن المطالب الميت لا الحي، وإن كان الميت معذوراً لكونه مغمى عليه، ولا يستطيع أن يصلي، أو ليس عنده عقل، أو شيء من هذا القبيل، فهو حينئذ غير مطالب بالصلاة.

وأيضًا: الإنسان في أمر الصلاة ميسر له أن يصلي على حسب حاله، سواء استطاع أن يتوضأ، أم لم يستطع، إذا ما استطاع أن يتوضأ فليتيمم، وإذا لم يجد ترابا يستطيع أن يصلي ولو بدون تيمم، فإن استطاع أن يصلي قائمًا صلى قائماً، وإن استطاع أن يصلي قاعدًا صلى قاعدًا، وإن استطاع أن يصلي على جنب أو مستلقياً صلى،كذلك لو لم يصل إلا بطرف عينه لكان هذا كافياً مع النية في قلبه وليس في الصلاة من مشقة، ولا داعي أن يتوضأ ولا داعي لأن يغتسل، ولا داعي أن يزيل النجاسات عنه، بل يصلي على حسب حاله، وبقدر ما يطيقه، فحينئذ ليست في الصلاة كلفة بالنسبة للمريض ولا مشقة، وليست الصلاة كالصيام فيها إمساك عن الطعام والشراب من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، بل الصلاة يصليها الإنسان على حسب حاله ما دام عقله موجودا، فإذا فقد عقله، وفقد حواسه، فحينئذ هو معفو عنه وغير مكلف.