الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 26-03-2020

حقيقة العلم الموروث ومحاربته

الجواب
لا شك أن العلم الموروث إن قصدوا به التعميم، فمقتضى تعميهم هذا أن ننبذ كتاب الله وراء ظهورنا، وأن ننبذ ما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وراء ظهورنا، لأنه كله علم موروث، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «العلماء ورثة الأنبياء» إذا كانوا يريدون هذا، فلا شك أنهم - إن لم نقل: إنهم خارجون من الإسلام مرتدون عنه- فهم إلى ذلك أقرب من الإيمان، ﴿هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ﴾[آل عمران: 167].
وإن أرادوا ما وُرث عن بني إسرائيل من القصص التي يكذبها حال مَن نسبت إليه فهذا حق ونحن معهم، مثلاً من قال: إن قصة داود -عليه الصلاة والسلام- في قوله: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ﴾[ص:21] إن داود -عليه الصلاة والسلام- عشق امرأة أحد الجنود وأنه أمره أن يذهب ليقاتل لعله يُقْتَل فيأخذ امرأته، هذا لا شك أنه كذب، ولا يليق بداوُد -عليه الصلاة والسلام-، فهو من بني إسرائيل، التي يجب علينا أن نقطع بكذبها، و ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً﴾[ص: 23] أي: امرأة، هذا أيضاً كذب لا شك.
فمثل هذه القصص نكذبها، ومثل قصة سليمان وأن الجني أخذ خاتمه، وما أشبه ذلك، كل هذا نكذبه، ونحن معهم في نبذه.
وأما الحق الموروث فإننا ننبذ من ينبذه، نعم.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(138)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟