الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

جهر الإمام في الركعة الثالثة فسبح به المأمومون فظن أنه نسي سجدة فسجد..ثم اضطربت صلاتهم فماذا يلزمهم ؟

الجواب
هذه مسألة غريبة ونحن نقول لو جهر الإنسان فيما يُسرّ به أي في الركعة التي يسن فيها الإسرار فإن صلاته لا تبطل حتى ولو كان عمداً فضلاً عما إذا كان سهواً؛ لأن الجهر والإسرار في موضعهما سنة وليس بواجب ففي هذه الصورة نقول: إن الإمام لما قام إلى الثالثة وجهر بالقراءة فهم إذا نبهوه ولم يتذكر فلا يكررون عليه بل يستمر على جهره ولا حرج لكنه فيما إذا بقي على جهره، فإنه سوف يجلس إذا سجد السجدتين؛ لأنه يظن أن هذه الثانية حينئذٍ إذا جلس يؤكدوا عليه بأن يقوم ولو تفطن أحد فيما إذا جهر في مكان يُسّر فيه فقرأ قوله تعالى: ﴿وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ﴾[الملك: 13] لانتبه الإمام وتنبيه الإمام بالآية لا بأس به؛ لأن فيه مصلحة ولا تبطل به الصلاة أما سجود الإمام بعد أن كان قائماً ثم نزل فسجد فإنه لا تبطل به الصلاة؛ لأنه جاهل فقد فعل هذا السجود يظن أنه الواجب عليه ولا تبطل به الصلاة وأما الرجل الذي تكلم وقال: «أعيدوا الصلاة» فإنه إذا كان جاهلاً لا تبطل صلاته أيضاً؛ لأن الكلام في الصلاة إذا كان عن جهل لا يضر ودليل ذلك عن معاوية بن الحكم ـ رضي الله عنه ـ : (أنه دخل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة فعطس رجل من القوم فقال الحمد لله فقال له معاوية يرحمك الله فرماه الناس بأبصارهم منكرين ما قال فقال واثكل أمياه فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت فلما انقضت الصلاة دعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال معاوية بأبي هو وأمي ما رأيت معلماً أحسن تعليماً منه والله ما كهرني ولا نهرني وإنما قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذا هو حكم هذه المسألة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الأئمة لحضور القلب وأن يوفق غيرهم من المصلين إلى حضور القلب والإنسان إذا حضر قلبه وابتعد عن الوساوس والهواجس، فإن الغالب أنه لا يحصل منه مثل هذا السهو الكبير.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟