الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

توضيح للقاعدة الأصولية: عطف الخاص على العام

الجواب
قال تعالى: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ﴾[القدر:4].
الروح هو: جبريل، وجبريل من الملائكة، فهل نقول: إن جبريل دخل في العموم في قوله: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ ﴾[القدر:4] إن قلنا: إنه دخل في العموم صار الحديث عنه مرتين، مرة بالعموم ومرة بالخصوص.
وقال بعض الأصوليين: إنه إذا ذكر الخاص فمعناه: أن المتكلم لم يرده في العموم، وعلى هذا فلا يدخل جبريل في الملائكة في قوله: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ﴾؛ وذلك لأنه خصص، فإذا قلنا: إنه داخل في العموم وأنه ذكر مرتين صار هذا من مناقبه من وجهين: أولاً: إنه دخل في العموم.
والثاني: أنه خصص، وإذا قلنا: إنه لم يدخل في العموم أصلاً فهذا من مناقبه من وجه واحد وهو ذكره بالخصوص.
والأقرب والله أعلم: أنه داخل في العموم، ومثل ذلك قوله تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى ﴾[البقرة:238]، فهل تدخل الصلاة الوسطى في الصلوات؟ فيها قولان: بعض العلماء الأصوليين قال: إن قوله: «حافظوا على الصلوات» لا تدخل فيه صلاة العصر، وأنه ذكر صلاة العصر وحدها «والصلاة الوسطى» لأن العصر هي الوسطى.
وقال بعضهم: بل هي داخلة في الصلوات ولكنه خصصها بعد العموم لفضلها على غيرها.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(89)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟