الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

تنزل منه قطرات بعد التبول تستمر نصف ساعة فماذا يلزمه؟

الجواب
أولاً: ينبغي أن نسأل عن السبب الذي يوجب مثل هذا المرض، فمن أسبابه أن بعض الناس إذا فرغ من بوله جعل يعصر ذكره وربما أمر يده من أصل الذَّكر على قنوات البول زعما منه أن ذلك يؤدي إلى فراغ هذه القنوات من البول وهذا يوجب استرخاء هذه العضلات وربما تتمزق فيحصل بذلك ضرر على الإنسان؛ ولهذا كان الذين يفعلون هذا الشيء يسرع إليهم هذا السلس الذي أشار إليه هذا السائل ومما يسبب ذلك أيضًا أن بعض الناس يتوهم أنه خرج منه شيء ويلقي الشيطان في قلبه أنه خرج شيء فيذهب يفتش في ذكره ويعصر رأس الذكر وهذا خطأ وعلاج هذين السببين: أما الأول فعلاجه أن يكف عنه وألا يعصر الذَّكر وإذا انتهى البول غسل رأس الذكر وانتهى كل شيء، وأما الثاني وهو الشك: هل نزل شيء أم لا ؟ فدواؤه ما ثبت: عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه سئل عن الرجل يجد في بطنه شيئا فيشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فقال -عليه الصلاة والسلام- : «لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا» وهذا دواء ناجع بإذن الله؛ لأنه وصفة من طبيب هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم- .
ثانيا: مما يتعلق بالجواب على هذا السؤال: أن أهل العلم يقولون: إن صاحب السلس إذا كان له عادة أن ينقطع سلسه بعد ربع ساعة أو نصف ساعة أو في زمن يتسع للصلاة قبل خروج وقتها، فإنه ينتظر حتى ينقطع، فإذا انقطع استنجى ثم توضأ وصلى، وعلى هذا فنقول للأخ: احرص على أن يكون بولك قبل دخول وقت الصلاة بزمن ينقطع فيه هذا البول في أول الوقت حتى تدرك صلاة الجماعة وهذا وإن حصل فيه مشقة على الإنسان، فإن الأجر على قدر المشقة لن تضيع هذه المشقة سدى؛ لأنها مشقة من أجل إقامة عبادة الله -عز وجل- ، ومتى حصلت المشقة من أجل إقامة العبادة، فإنه يؤجر الإنسان عليها كما جاء في الحديث: «أجركِ على قدر نَصَبِك»، فليستعن هذا السائل بالله -عز وجل- ويصبر على ما يحصل له من المشقة ويسأل الله المثوبة والعافية ونحن نسأل الله له العافية والشفاء إنه على كل شيء قدير.
في فقرته الثانية لعلكم أشرتم إليها يا شيخ، وهو يقول: هل أستطيع الوضوء قبل الأذان أي قبل دخول وقت الصلاة وذلك كي أستطيع أن أصلي صلاة السنة القبلية والتبكير إلى الصلاة في المسجد وإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام؟
الشيخ: نعم، هو هذا ما أشار إليه قبل قليل، أنه يمكنه أن يتوضأ قبل الوقت بزمن ينقطع فيه هذا البول.
أخيراً يقول: هل أستطيع بهذا الوضوء وبعد صلاة الفرض إلى صلاة الفرض التالية أن أقرأ القرآن وأن أمسك بالمصحف وأصلي نوافل وغير ذلك؟
الشيخ: نعم، يستطيع هذا ما دمنا قلنا إنه ينتظر حتى ينقطع البول ثم يتوضأ فوضوءه باقٍ حتى يحدث.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟