الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

بيان معنى حديث: (فرغت شفاعة الملائكة والنبيين وبقيت شفاعتي..)

الجواب
هذا الحديث متفق عليه بمعناه، يعني: أنه قد روى البخاري ومسلم معنى هذا الحديث، إلا أن فيه كلمة منكرة في هذا السياق الذي ذكره الأخ، وهي قوله: (فتبقى شفاعتي) فإن هذه اللفظة منكرة، واللفظ الذي ورد في الصحيحين: «ولم يبق إلا أرحم الراحمين» وإنما كانت اللفظة التي ذكرها السائل منكرة لأن قوله: (وتبقى شفاعتي) عند من يشفع؟ فالله -سبحانه وتعالى- هو الذي يشفع إليه، وليس يشفع إلى أحد -سبحانه وتعالى-: ﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى﴾[النجم: 42].
ومعنى هذا الحديث: أن الله -سبحانه وتعالى- يأذن للرسل والملائكة والنبيين، وكذلك لصالح الخلق، أن يشفعوا في إخراج من شاء من أهل النار، فيخرج من أهل النار من شاء الله، حتى إذا لم يبق أحد تبلغه شفاعة هؤلاء، ولم يبق إلا رحمة أرحم الراحمين، أخرج الله -سبحانه وتعالى- بهذه الرحمة من شاء، وجعل في رقابهم خواتم على أنهم عتقاء الله سبحانه وتعالى، فيدخلون الجنة، ومعنى قوله: «لم يعملوا حسنةً قط» أنهم ما عملوا أعمالاً صالحة، لكن الإيمان قد وقر في قلوبهم، فإما أن يكون هؤلاء قد ماتوا قبل التمكن من العمل، آمنوا ثم ماتوا قبل أن يتمكنوا من العمل، وحينئذ يصدق عليهم أنهم لم يعملوا خيراً قط، وإما أن يكون هذا الحديث مقيداً بمثل الأحاديث الدالة على أن بعض الأعمال الصالحة تركها كفر كالصلاة مثلاً، فإن من لم يصل فهو كافر ولو زعم أنه مؤمن بالله ورسوله، والكافر لا تنفعه شفاعة الشافعين يوم القيامة، وهو مخلد في النار أبد الآبدين والعياذ بالله.
فالمهم أن هذا الحديث: إما أن يكون في قوم آمنوا ولم يتمكنوا من العمل، فماتوا فور إيمانهم، فما عملوا خيراً قط، وإما أن يكون هذا عامّاً، ولكنه يستثنى منه ما دلت النصوص الشرعية على أنه لا بد أن يعمل كالصلاة، فإنه لا بد أن يصلي الإنسان، فمن لم يصل فهو كافر، لا تنفعه الشفاعة ولا يخرج من النار.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟