السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 01-07-2023

بيان معنى الطيرة :

الجواب

( الطيرة) تعريفها عند أهل العلم : التشاؤم بمرئي أو مسموع، بمعنى أن الإنسان إذا رأى من لا يحبه تشاءم ، أي : إذا رأى مثلاً منظرًا سيئًا كإنسان أو إنسان ميت، أو رأى ما يحترق أو رأى شيئًا من المناظر التي لا يحبها تطير وانصرف عن طريقه أو رجع. و أما المسموع فإذا سمع صوتا فإنه كذلك يتأثر كمن أراد أن يسافر وسمع من يقول : يا ضائع أو يا ضال أو يا مفلس، فهذا التشاؤم بالسماع، وكان العرب يتشاءمون بالطيور ويقولون : لو طار الطير كان كذا ولو طار الطير كذا كان كذا. وأيضًا يتشاءمون في الظبي والغزلان وفي الجوارح وما إلى ذلك من الأمور، ويقولون : إذا صوّت الطائر أو نعق الطائر هذا خير أو هذا شر، أو وقع الطائر على جدار أو على دار كل هذه كانت العرب تتعاطاها لقلة الإيمان عندهم، وعدم التوكل على الله - عز وجل-. فجاء الإسلام بعدم الالتفات إلى هذه الأمور، والأمور كلها بيد الله - عز وجل - ، وهو المتصرف في الكون ولا ينفع ولا يضر إلا الله - عز وجل -، وهو الذي يملك الضّر والنّفع ، ولهذا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : ( قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف:۱۸۸]، وهو سيد الأولين والآخرين. وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : (لا عَدْوَى ولا طيَرَةً ولا هَامَةَ ولا صَفَر ) [البخاري].

قال العلماء : إن حَدّ الطيرة ما أمضاك أو رَدّك ، فإذا كان الإنسان يكره المنظر الذي لا يحبه، أو يكره سماع الأصوات التي لا يحبها، فربما هذا يكون طبيعيًا في البشر، لكن هل يرده هذا عن سفره أو يثنيه عن حاجاته ؟ إن رده أصبح طيرة ، وإن مضى وتركه واعتمد على الله فهذا لا يضر، فإن الناس عادة يكرهون بعض الأشياء ؛ ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الفأل.
والفأل: الكلمة الطيبة يسمعها والفأل لا يختلف كثيرًا عما تقدم، لكن الفرق بينهم أن ما لا يعجبه لا يرده ، إن سمع شيئًا أو رأى شيئًا لا يحبه لا يرده عن الطريق، وإن أعجبه الفأل استأنس به وارتاح له إلا أن ما لا يعجبه من مرئي أو مسموع لا یرده عن طريقه ولا يثنيه ، يسير في طريقه ويمضي ويقول : ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فهو حسبنا ونِعم الوكيل ، ويعتقد اعتقادًا جازمًا بأن الأمور بيد الله.

المصدر:

[ثمر الغصون من فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون(3/5)]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟