الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

بيان مشروعية الأذان الأول يوم الجمعة

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: الأمر كما قال السائل كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أذان واحد مع الإقامة، كان إذا دخل النبي - صلى الله عليه وسلم- للخطبة والصلاة أذن المؤذن ثم خطب النبي - صلى الله عليه وسلم- الخطبتين، ثم يقام للصلاة.
هذا هو الأمر المعلوم والذي جاءت به السنة كما قال السائل وهو أمر معروف عند أهل العلم والإيمان، ثم إن الناس كثروا في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه في المدينة فرأى أن يزاد الأذان الثالث، ويقال له: الأذان الأول لأجل تنبيه الناس على أن اليوم يوم جمعة حتى يستعدوا ويبادروا إلى الصلاة قبل الأذان المعتاد المعروف بعد الزوال وتابعه بهذا الصحابة الموجودون في عهده، وكان في عهده علي - رضي الله عنه- وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله- رضي الله عنهم- وغيرهم من أعيان الصحابة وكبارهم، وهكذا سار المسلمون على هذا في غالب الأمصار والبلدان تبعا لما فعله الخليفة الراشد - رضي الله عنه- وتابعه عليه الخليفة الراشد الرابع علي - رضي الله عنه- وهكذا بقية الصحابة.
فالمقصود أن هذا حدث في خلافة عثمان وبعده واستمر عليه غالب المسلمين في الأمصار والأعصار إلى يومنا هذا، وذلك أخذا بهذه السنة التي فعلها عثمان - رضي الله عنه- لاجتهاد وقع له ونصيحة للمسلمين ولا حرج في ذلك؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ». وهو من الخلفاء الراشدين - رضي الله عنه- والمصلحة ظاهرة في ذلك فلهذا أخذ بها أهل السنة والجماعة ولم يروا بهذا بأسا لكونه من سنة الخلفاء الراشدين عثمان وعلي ومن حضر من الصحابة ذلك الوقت- رضي الله عنهم- جميعاً.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(12/347- 349)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟