الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

بيان كيفية دعاء الإمام في سجوده وتشهده الأخير

الجواب
المشروع للجميع الإمام والمنفرد والمأموم، يشرع للجميع الدعاء في السجود، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم» أي: حري أن يستجاب لكم. رواه مسلم في الصحيح. ويقول أيضا -عليه الصلاة والسلام-: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء» أخرجه مسلم في الصحيح أيضا. فالسنة للجميع الإمام والمنفرد والمأموم والرجل والمرأة الإكثار من الدعاء في السجود، ومن دعائه -صلى الله عليه وسلم- في السجود: «اللهم اغفر لي ذنبي كله: دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره» رواه مسلم في الصحيح من دعاء النبي -عليه الصلاة والسلام-. ومن الدعاء الحسن في السجود: اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين. ويقول: اللهم أصلح قلبي وعملي، وارزقني الفقه في ديني. ويقول: «اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» ومن التسبيح: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي» «سبوح قدوس رب الملائكة والروح» ويكرر ذلك ما تيسر، ويقول في السجود أيضا: «سبحان ربي الأعلى» لا يقتصر على الواجب مرة، بل يزيد ثلاثا أو خمسا أو سبعا، هذا أفضل، وهكذا في الركوع: «سبحان ربي العظيم» أدنى الكمال ثلاث، وإن زاد فهو أفضل، خمسا وسبعا وعشرا هو أفضل، لكن يتحرى الإمام ألا يشق على الناس، تكون صلاته وسطا، ليس فيها تطويل يشق على الناس، ولا تخفيف يخل بالواجب، ولكن بين ذلك، ويكثر من قوله في الركوع والسجود: " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي " " سبوح قدوس رب الملائكة والروح ". تقول عائشة -رضي الله عنها-: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في ركوعه وسجوده: " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي» متفق على صحته. ويقول -صلى الله عليه وسلم- في السجود والركوع: «سبوح قدوس رب الملائكة والروح».
ويدعو في التشهد الأخير بعد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ، يدعو: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال» «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» «اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت», ومن الدعاء المشروع: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» هذا دعاء عظيم مشروع في السجود، وفي التشهد قبل السلام. ومن الدعاء المشروع قبل السلام: «اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر» وإن دعا بغير هذا من الدعوات الطيبة فكله حسن قبل أن يسلم، لكن إذا كان إماما لا يطول تطويلا كثيرا على الناس؛ حتى لا يشق عليهم، فأما المأموم فتبع إمامه، يدعو حتى يسلم إمامه، والمنفرد له أن يطول ما يشاء؛ لأنه ليس خلفه من يشق عليه، فله أن يصلي كيف يشاء مع مراعاة الأمر الشرعي في كل شيء.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(12/61- 65)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟