الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

بيان حكم الربا وعقوبة المرابي

الجواب
الربا من أكبر الكبائر وقد توعد الله عليه بالعقوبات العظيمة قال جل وعلا في كتابه العظيم: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ﴾[البقرة: 275]، أي من قبورهم ﴿إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾[البقرة: 275] لا يقوم من قبره إلا كالمجنون وهذه عقوبة والعياذ بالله خاصة بهذا المرابي، وقال جل وعلا: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾[البقرة: 276] توعد بمحق الربا، بمحق أموال الربا، ونزع بركتها قال جل وعلا: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[البقرة: 275] وعيد عظيم لمن أكل الربا، توعده الله بالنار، وهذا وعيد عظيم يجب الحذر منه وقال جل وعلا: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾[البقرة: 278 - 279]، فجعل الربا حربًا لله ورسوله وهذا وعيد عظيم يدل على كبر الذنب وعظمة الذنب، فالواجب الحذر من الربا بجميع أنواعه وصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : «لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء» فالله حذر من الربا وأخبر أن أهله من أهل النار، وتوعدهم بالنار والرسول -صلى الله عليه وسلم- كذلك لعنهم على خبث عملهم فالواجب على المسلم أن يتقي الله ويحاسب نفسه في ذلك وأن يحذر جميع أنواع الربا في جميع تصرفاته لأن الربا من أكبر الكبائر كما بينه الله جل وعلا في الآيات التي سمعت وفي قوله -صلى الله عليه وسلم- : «اجتنبوا السبع الموبقات، أي المهلكات، قلنا: وما هي يا رسول الله؟ فقال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» فالمحصنة الغافلة المؤمنة رميها بالفاحشة من أعظم الجرائم وأعظم الموبقات، فالمقصود أن الربا أقبح السيئات من أقبح الكبائر وذكرها من السبع المهلكات نسأل الله العافية، وحقيقته أمران أحدهما: ربا الفضل، والثاني: ربا النسيئة. فربا الفضل كونه يبيع جنسًا بجنسه متفاضلاً كدرهم بدرهمين سعودي، دولار بدولارين، جنيه بجنيهين، هذا ربًا صريح يسمى ربا الفضل قد حرمه النبي -صلى الله عليه وسلم- وشدد في ذلك.
النوع الثاني يسمى ربا النسيئة: بيع نوع ربوي بنوع آخر نسيئة، فإن كان من جنسه صار ربا الفضل وربا النسيئة جميعًا كأن يبيع مائة ريال سعودي بمائة وعشرة إلى أجل هذا ربا الفضل وربا النسيئة جميعًا، أما ربا النسيئة كأن يبيع نوعًا من الربا بنوع آخر، كأن يبيع دراهم بذهب أو دولارات بريالات سعودية إلى أجل، هذا يقال له ربا النسيئة ولا يجوز بيعه للمسلم، فالواجب الحذر من الربا بنوعيه ربا الفضل وربا النسيئة جميعًا والحذر من التحيل على ذلك، نسأل الله العافية.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(19/105- 108)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟