السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

المداومة على الدعاء بعد قراءة القرآن يدعو أحدهم ويؤمن الباقون

الجواب
الأصل في الأذكار والعبادات التوقيف وألا يعبد الله إلا بما شرع وكذلك إطلاقها أو توقيتها وبيان كيفياتها وتحديد عددها فيما شرعه الله من الأذكار والأدعية وسائر العبادات مطلقا عن التقييد بوقت أو عدد أو مكان أو كيفية لا يجوز لنا أن نلتزم فيه بكيفية أو وقت أو عدد بل نعبده به مطلقا كما ورد. وما ثبت بالأدلة القولية أو العملية تقييده بوقت أو عدد أو تحديد مكان له أو كيفية، عبدنا الله به على ما ثبت من الشرع له، ولم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قولا أو فعلا أو تقريرا الدعاء الجماعي عقب الصلوات أو قراءة القرآن مباشرة أو عقب كل درس، سواء كان ذلك بدعاء الإمام وتأمين المأمومين على دعائه أم كان بدعائهم كلهم جماعة ولم يعرف ذلك أيضا عن الخلفاء الراشدين وسائر الصحابة - رضي الله عنهم - ، فمن التزم بالدعاء الجماعي عقب الصلوات أو بعد كل قراءة للقرآن أو بعد كل درس فقد ابتدع في الدين وأحدث فيه ما ليس منه وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» وقال: «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد».
وأما استدلال من ذكرتهم فأبوا بقوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾[غافر: 60]، فلا حجة لهم في ذلك لأنه استدلال بنص مطلق ليس فيه تعيين بالكيفية التي التزمها من سألت عن دعائهم والمطلق ينبغي أن يراعى في العمل به إطلاقه دون التزام بحالة خاصة ولو كان التزام كيفية معينة مشروعا لحافظ عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفاؤه من بعده وقد تقدم أنه لم يثبت ذلك عنه ولا عن أصحابه - رضي الله عنهم - والخير كل الخير في اتباع هديه - صلى الله عليه وسلم - وهدي خلفائه الراشدين - رضي الله عنهم - ، والشر كل الشر في مخالفة هديهم واتباع المحدثات التي حذر منها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة».
المصدر:
فتاوى إسلامية (4/ 178 - 179)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟