الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

المجلات الخليعة ضررها وإنكارها

الجواب
المجلات التي أشرتَ إليها لا شك أنها تكدر الخاطر، وتولِّد الأسف والحزن أن يَرِد إلى بلادنا مثل هذه المجلات الفاسدة المفسدة، وكذلك أيضاً يوجَد في المجلات الواردة إلينا من الأفكار المناقضة للدين تماماً وللأخلاق، التي ربما يكون إفسادها أكثر من إفساد صورة خليعة.
وأما مسألة تغييرها باليد فإنه يحدث أو يحصل به مفاسد أكبر من بقائها، وهي أيضاً لن تزول، لو مزقتها اشترى بدلها، ويحصل مفاسد، وأنت تعرف الآن -مثلاً- لو أن أحداً أقدم هذا الإقدام وليس له السلطة من قبل ولي الأمر لكان في ذلك مفسدة ليس عليه هو فقط بل على كل الدعاة، ولأخذ الناس صورة سيئة عن الدعاة، ولهذا يجب أن يكون الإنسان حكيماً، فإذا كان تغيير المنكر يترتب عليه ما هو أنكر منه وأضر، على أنه لا يتغير، فليدعه، ويشكو إلى الله -عزّ وجلّ-، ويسأل الله -عزّ وجلّ- أن يرحم العباد، فيترك ويُخَاطب المسئولين.
السائل: لا يُغَيِّر؟
الشيخ: لا يُغَيِّر؛ لأنه غير قادر، ولهذا جاء من الحكمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أمر الله به بدون شرط ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[آل عمران: 104] ولكن التغيير بشرط «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه»، ففَرَّق الشرع بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين تغيير المنكر، فأنت ليس عليك إثم؛ لكن انصح هذا الرجل، مُرْه بالمعروف، انهه عن المنكر، حذِّره، وقل: إن ما اكتسبته من هذه المجلات حرام عليك، وإذا تغذى بدنك به فالنار أولى به، وما أشبه ذلك من المواعظ المعروفة.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(132)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟