الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

الرد على شبهة المستشرقين في تقبيل الحجر الأسود

الجواب
ليست هذه وثنية ؛ هذا أمر وضعه الله لنا لحكمة بالغة ، وليس لنا في هذا تشبه بالجاهلية ولا تعبد بالعبادة الجاهلية ، والله يوجه أمره لعباده بما يشاء سبحانه وتعالى ، فإذا أمرهم بشيء صار شرعا مستقلا ليس له تعلق بالجاهلية ، فقد كان من أمور الجاهلية أمور طيبة أقرها الإسلام ، وكان من أمور الجاهلية الدية مائة من الإبل وأقرها الإسلام ، وكان من أمور الجاهلية القسامة وأقرها الإسلام ، وكذلك تقبيل الحجر واستلامه ، وهذا فيه تعظيم الله وطلب مرضاته ، وليس التبرك بالحجر أو الطلب للحجر ، ولكنه طاعة لله في استلام الحجر والركن اليماني ، والله امتحن عباده بذلك هل يطيعون أم يعصون ، فإذا أمرهم الله بشيء امتثلوا ، واستلام الحجر الأسود والركن اليماني أقر الله ذلك فيهم ابتلاء وامتحانا هل يسمعون ويطيعون ؟ هل يمتثلون ما شرع الله لهم أم لا ؟ فلهذا لما قبل عمر -رضي الله عنه- الحجر الأسود قال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- قبلك ما قبلتك .
كما كان من أمر الجاهلية إكرام الضيف ، وبقي في الإسلام إكرام الضيف ، وكل هذا وغيره من مكارم الأخلاق التي يحبها الله وحث عليها رسوله -صلى الله عليه وسلم- ، وجميع الخصال الطيبة من أمر الجاهلية قد بقيت في الإسلام وأقرها الإسلام .
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(28/275)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟