الجواب
أولاً: خلاف العلماء في اعتبار اختلاف مطالع الأهلة وعدم اعتباره خلاف قديم بين أئمة الفقهاء.
ثانيًا: لم تثبت شرعًا رؤية هلال رمضان عام 1404هـ لدى المسئولين في المملكة العربية السعودية إلا ليلة الخميس، فأصدروا أمرًا بإكمال شعبان ثلاثين يومًا عملاً بالأحاديث الصحيحة في ذلك وأعلنوا أن بدء صيام شهر رمضان هذه السنة يوم الخميس، ثم تحروا رؤية هلال شوال عام 1404هـ فثبت رؤيته لديهم ليلة الجمعة فأعلنوا أن عيد الفطر عام 1404هـ يوم الجمعة فصار صومهم ثمانية وعشرين يومًا، والشهر القمري لا يكون ثمانية وعشرين إنما يكون تسعة وعشرين أحيانًا وثلاثين أحيانًا، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة، وتبين بهذا أن الخطأ في تأخير بدء صوم رمضان فأعلنوا عن ذلك وأمروا بقضاء يوم عن اليوم الذي أفطروه أول الشهر؛ إبراء للذمة وإحقاقًا للحق. من هذا يتبين أن المسئولين بالسعودية عملوا بمقتضى حكم الشرع أولاً وآخرًا.
ثالثًا: تفسير قوله تعالى: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185] أمر الله تعالى أمر إلزام من كان مقيما صحيحا أن يصوم شهر رمضان، أما من كان مريضا مرضًا يشق معه الصوم أو يضره أو كان مسافرًا فليفطر وليصم أيامًا أخرى على عدة الأيام التي أفطرها قضاء عنها؛ تيسيرًا من الله على عباده ورحمة بهم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.