الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

الحكمة من نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان

الجواب
أما كونه إقامة حجة عليهم فالحجة قائمة عليهم وإن لم ينزل، وهذا لو عُلِّل به لقلنا أيضاً: موسى ينزل من أجل إقامة الحجة على اليهود، وإن كان موسى قد مات، وعيسى لم يمت.
لكن الحكمة والله أعلم هو: إظهار فضيلة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وتقرير نبوته، حيث إن هذا النبي الذي ينزل يحكم بشريعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، حتى وإن كان يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ولا يقبل إلا الإسلام، فهذه ليست شريعة جديدة؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام حكاها مقرراً لها، فتكون من شريعة النبي -صلى الله عليه وسلم- .
فالظاهر أن الحكمة من ذلك هو إظهار شرف النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ، وأن الأنبياء يجب عليهم أن يتبعوه فيريهم الله ذلك في الدنيا قبل الآخرة، ويدل لهذا أنه في الشفاعة يأتي الناس إلى آدم، ثم إلى نوح، ثم إلى إبراهيم، ثم إلى موسى، ثم إلى عيسى، كل الخمسة الأولون آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، الأربعة هؤلاء كلهم يعتذرون بحجة، أما عيسى فلا يعتذر بحجة، وإنما يقول: اذهبوا إلى محمد، عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكون الله يلهم الناس أن يذهبوا إلى عيسى مع أنه لن يشفع، ولم يذكر خطيئة، المقصود منه: إظهار شرف النبي -صلى الله عليه وسلم- على الأنبياء السابقين.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(133)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟