الجواب
لا يدل هذا الحديث المذكور على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا لابن عباس -رضي الله عنهما- داخل الخلاء، والنبي -صلى الله عليه وسلم- من أعظم الناس تنزيها وتشريفا وإجلالا لربه أن يذكره في مكان قضاء الحاجة. فيحمل أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم فقهه في الدين» عند خروجه من مكان الخلاء لما انتهى من وضوئه، أو عند أخذه للماء لما رآه، حيث إن ابن عباس -رضي الله عنهما- وضعه عند الباب، ويؤيد ذلك ما ذكره ابن حجر في (فتح الباري ج 1 ص 244) :
(وقال ابن المنير: مناسبة الدعاء لابن عباس -رضي الله عنهما- بالتفقه على وضعه الماء من جهة أنه تردد بين ثلاثة أمور: إما أن يدخل إليه بالماء إلى الخلاء أو يضعه على الباب ليتناوله من قرب، أو لا يفعل شيئا فرأى الثاني أوفق؛ لأن في الأول تعرضا للاطلاع، والثالث يستدعي مشقة في طلب الماء والثاني أسهلها ففعله يدل على ذكائه، فناسب أن يدعى له بالفقه في الدين؛ ليحصل به النفع وكذا كان).
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.