الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

أقسام الناس في تمسكهم بالكتاب والسنة

الجواب
انقسم الناس في طلب علم الكتاب والسنة إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: من تجده معرضًا عن الكتاب والسنة، مكبًا على الكتب الفقهية المذهبية يعمل بما فيها مطلقًا، ولا يرجع إلا إلى ما قاله فلان وفلان من أصحاب الكتب المذهبية.
القسم الثاني: من أكب على علوم القرآن، ثم علم التجويد أو ما يتصل بمعناه أو إعرابه وبلاغته، وأما بالنسبة للسنة وعلم الحديث فهو قليل البضاعة فيها، وهذا قصور كبير بلا شك.
القسم الثالث: من تجده مكبًا على علم الحديث وعلم تحقيق الأسانيد، وما فيها من علل وما يتعلق بالحديث من حيث القبول أو الرد، ولكنه في علوم القرآن ضعيف جدًا، فلو سألته عن تفسير أوضح آية في كتاب الله فلا يعرف تفسيرها، وكذلك في علم التوحيد والعقيدة لو سئل لم يعرف، وهذا قصور كبير بلا شك.
القسم الرابع: من كان حريصاً على الجمع بين الكتاب والسنة الصحيحة، وما كان عليه سلف الأمة مما يتعلق بعلم الكتاب والسنة، ومع ذلك ليس معرضًا عما قاله أهل العلم في كتبهم، بل هو يقيم له وزنًا ويستعين به على فهم كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن العلماء -رحمهم الله- وضعوا قواعد وضوابط وأصولاً ينتفع بها طالب العلم، حتى المفسر في تفسير القرآن، وحتى طالب السنة في معرفة السنة أو في شرح معانيها فيكون مركزاً على الكتاب والسنة، ومستعينًا بما قاله أهل العلم في كتبهم، وهذا هو خير الأقسام.
ولننظر هل نحن طبقنا سير العلم على هذه الطريقة الأخيرة أو أننا من القسم الأول أو الثاني أو الثالث.
فإذا كان غير القسم الأخير فإنه يجب أن نصحح طريقنا؛ لأن الله يقول في كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[النساء: 59]، وأولي الأمر:يشمل العلماء ويشمل الأمراء ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾[النساء: 59].
ونحن دائماً لاسيما إذا رجعنا إلى المأخوذ عن الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين نجدهم دائماً يتحاكمون إلى كتاب الله، وإلى سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ومع ذلك فإني لا أقول: إنه يجب أن تهدر أقوال العلماء، بل أقوال العلماء لها قيمتها ووزنها واعتبارها ويستعان بها على فهم كتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(26/167)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟