الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

أحاديث وردت في زيارة قبره - صلى الله عليه وسلم -

الجواب
أما الحديث الأول: فقد رواه ابن عدي والدار قطني من طريق عبد الله بن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظ: «من حج ولم يزرني فقد جفاني» وهو حديث ضعيف، بل قيل عنه: إنه موضوع، أي مكذوب؛ ذلك أن في سنده محمد بن النعمان بن شبل الباهلي عن أبيه وكلاهما ضعيف جدا. وقال الدار قطني: الطعن في هذا الحديث على ابن النعمان لا على النعمان، وروى هذا الحديث البزار أيضا وفي إسناده إبراهيم الغفاري وهو ضعيف، ورواه البيهقي عن عمر وقال: وإسناده مجهول.
أما الحديث الثاني: فقد أخرجه الدار قطني عن رجل من آل حاطب عن حاطب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ وفي إسناده الرجل المجهول، ورواه أبو يعلى في مسنده، وابن عدي في كامله، وفي إسناده حفص بن داود، وهو ضعيف الحديث.
أما الحديث الثالث: فقد رواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ وفي إسناده سليمان بن زيد الكعبي وهو ضعيف الحديث، ورواه أبو داود الطيالسي من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وفي إسناده مجهول.
وقد بسط الكلام على هذه الأحاديث وما جاء في معناها العلامة الشيخ محمد بن عبد الهادي - رحمه الله - في كتابه "الصارم المنكي في الرد على السبكي" وقبله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في رده على الأخنائي. فأوصي بمراجعة الكتابين المذكورين للمزيد من العلم.
هذا وقد وردت أحاديث صحيحة في الحث على زيارة القبور عامة للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت. أما الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة فكلها ضعيفة كما تقدم، بل قيل إنها موضوعة، فمن رغب في زيارة القبور أو في زيارة قبر الرسول - عليه الصلاة والسلام - زيارة شرعية للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والترضي عن صاحبيه من دون أن يشد الرحال لها وينشئ سفرا لذلك فزيارته مشروعة ويرجى له فيها الأجر.
وأما من شد لها الرحال أو زارها يرجو بركتها والانتفاع بها أو جعل لزيارتها مواعيد خاصة فزيارته مبتدعة، لم يصح فيها نص ولم تعرف عن سلف هذه الأمة، بل وردت النصوص بالنهي عنها كحديث: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى»؛ رواه البخاري ومسلم، وحديث: «لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين ما كنتم»؛ رواه محمد بن عبد الواحد المقدسي - رحمه الله - في كتابه "الأحاديث المختارة". وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(17/416-419)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟