الجواب
التسبيح ينبغي أن يعقد بالأصابع، كما أرشد إلى ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: «إنهن مستنطقات» وعده بالمسبحة لا ينبغي؛ لأنه خلاف ما أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولأن التسبيح بالمسبحة يؤدي إلى الغفلة، فإن الإنسان يكون قد وضع في هذه المسبحة حبات بقدر ما يريد أن يسبحه، فتجده يعدد هذه الحبات وقلبه وبصره وسمعه مشتغل بغيره ولأنها قد تؤدي إلى الرياء كما نشاهده من بعض الناس الذين يجعلونها على رقابهم قلائد من المسابح كأنهم يقولون للناس انظروا إلينا فإننا نسبح بعدد هذا الحصى أو بعدد هذا الخرز.
وأما قراءة الفاتحة وإهداءها لأرواح والديها، فهذا وإن كان جائزاً لكن الأفضل تركه وأن تدعو لوالديها، فإن هذا خير من أن تجعل القرآن أو غيره من الأعمال الصالحة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» ولم يقل أو ولد صالح يعمل له أو يصلى أو يقرأ أو يصوم أو ما أشبه ذلك فاجعل العبادات لنفسك وادع لوالديك وغيرهم ممن تحب من المسلمين دعاء، فإن هذا هو الذي أرشد إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ثم إن التعبد لله بتخصيص القراءة بالفاتحة لا أعلم له أصل صحيح أن الفاتحة أفضل سورة في كتاب الله، لكن هذا لا يقتضي أن نتعبد لله تعالى بتلاوتها وحدها وأما قراءة قل هو الله أحد، فقد جاءت السنة بجواز تخصيصها، فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة» قالوا كيف ذلك يا رسول الله قال: «قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن».